بدأت في واشنطن التحضيرات لتأمين انتقال سلس للسلطة من إدارة الرئيس باراك أوباما الديموقراطية، إلى ادارة خلفه المنتخب الجمهوري دونالد ترامب. وزار ترامب البيت الأبيض وأجرى محادثات مع أوباما أمس استمرت 90 دقيقة، في أول خلوة من نوعها بينهما، فيما استضافت الأميركية الأولى ميشيل أوباما زوجة ترامب ميلانيا في الجناح العائلي وفي لقاء اتسم بالدفء، خصوصاً بعد تصريحات الأخيرة في السابق أنها تحترم ميشيل أوباما وتقدرها. ووصف أوباما اللقاء مع ترامب بـ «الممتاز»، وتعهد «بذل ما في وسعه» لمساعدة الرئيس المنتخب في النجاح. وحض الأميركيين على «الوحدة لمواجهة التحديات»، في إشارة إلى احتجاجات في مدن أميركية ضد الرئيس المنتخب. في المقابل، قال ترامب إنه يتطلع بـ «فارغ الصبر» إلى العمل مع أوباما، وأبدى استعداده لسماع مشورة الرئيس المنتهية ولايته، خلال اجتماعات لاحقة. وكان لافتاً أمس، أن الموقع الإلكتروني لحملة ترامب سحب اقتراحاً طرحه خلال حملته الانتخابية بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، كما أزال الموقع تعهد ترامب بإلغاء اتفاق المناخ الذي وُقِع في باريس. وأبقى الموقع غالبية المواقف السياسية التي أعلنها الرئيس المنتخب، بما في ذلك تشييد جدار على الحدود مع المكسيك، وتكبيدها ثمنه. وشكر سامر خلف، رئيس «لجنة مكافحة التمييز الأميركية – العربية»، ترامب «على إزالة هذه الكلمات»، مستدركاً أن «الكلام شيء والأفعال شيء مختلف تماماً». في الوقت ذاته، اعتبر صندوق النقد الدولي أن انتخاب ترامب الذي ندّد باتفاقات التبادل الحرّ ودافع عن الحمائية، يثبت الحاجة إلى «إيلاء مزيد من الاهتمام لمعالجة عواقب التجارة الدولية، لحماية مصالح الذين يشعرون بأنهم مهملون». ومن البيت الأبيض، توجه ترامب إلى الكونغرس، حيث التقى قادة الجمهوريين، فيما بدأ فريقه الإعداد للمرحلة الانتقالية بدرس عدد من التعيينات في إدارته. ومن أبرز الأسماء التي يتم تداولها لمناصب حساسة، مدير شركة «جي بي مورغان» المالية جايمي دايمون، لمنصب وزير الخزانة، ما انعكس ارتياحاً لدى الأسواق المالية أمس. كما تُتداول أسماء السناتور الجمهوري بوب كوركر (اليميني المعتدل)، ورئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش والسفير السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون (وهما من الصقور) لتولي حقيبة الخارجية. ومعلوم أن غينغريتش وصف الشعب الفلسطيني في 2011 بأنه «شعب مخترَع»، فيما طالب بولتون بحل قوامه ثلاث دويلات للفلسطينيين وضم الضفة الغربية إلى الأردن. وكشف جايسون غرينبلات مستشار ترامب، أن الرئيس المنتخب لا يرى في توسيع الاستيطان عقدة لاستئناف المفاوضات. ويتنافس على حقيبة العدل كل من عمدة نيويورك السابق رودي جولياني وحاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي، فيما سرت تكهنات عن تعيين الجنرال السابق مايكل فلين أو السناتور جيف سيشنز أو النائب دنكن هانتر في منصب وزير الدفاع. ونقل موقع «ديلي بيست» الإخباري أن ترامب يواجه صعوبات في جذب أسماء جمهورية مرموقة للانضمام إلى إدارته، نتيجة لهجته خلال الحملة والانقسام حول السياسات الاقتصادية والخارجية التي سيتبعها. واتصل ترامب أمس برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس المكسيكي أنريكي نيتو، ودعاهما لزيارته خلال المرحلة الانتقالية إما في نيويورك أو واشنطن، وقبل توليه الرئاسة رسمياً في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. إلى ذلك، كرر جولياني ما أعلنه مقربون لترامب، عن احتمال مقاضاة المرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون، أو التحقيق في المؤسسة التي يديرها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وقال عمدة نيويورك السابق إن «من المتعارف عليه في السياسة الأميركية أن نضع الأمور وراءنا. ومن جهة أخرى، علينا أن نعرف مدى الانتهاكات المُرتكبة. واحد من أهم مبادئنا هو تطبيق العدالة في شكل متساوٍ على الجميع. أعتقد بأن ليس على الرئيس أوباما العفو عنها». وفي موقف لافت، قالت بثينة شعبان المستشارة في الرئاسة السورية إن الشعب الأميركي أرسل رسالة عظيمة للعالم بانتخابه دونالد ترامب رئيساً يوم الثلثاء. وأضافت في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية «ان بي آر» الخميس إن الرئيس بشار الأسد راغب في التعاون مع ترامب، إذا جاءت مواقفه متوافقة مع توقعات الحكومة السورية. وكان ترامب قال في السابق إنه لا يريد إطاحة الأسد بل التصدي لتنظيم «داعش».
مشاركة :