انتقد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس التمييز الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية ضد العرب في اسرائيل، خصوصاً في قطاع الخدمات، مشيراً الى أن العرب «يدفعون أكثر من 45 بليون شيكل ضرائب لخزينة الدولة، أي أكثر من 10 في المئة من مجمل الضرائب، بينما نصيبنا من الموازنة لا يتخطى 30 بليون شيكل، أي أقل من 6 في المئة»، لافتاً الى أن «العرب حينما يطالبون بحقوقهم فهم لا يستجدون أحداً، لأنهم يمولون موازنة الدولة بما يدفعونه من ضرائب». وأكد غطاس أن العرب في إسرائيل «يرفضون تماماً الخدمة في المؤسسات الإسرائيلية العسكرية أو المدنية، الإجبارية أو التطوعية، وكذلك نرفض مطالبتنا بالولاء لإسرائيل أو لرموزها أو لخطابها السياسي. هذه ليست واجبات علينا يجب القيام بها كما يحلو لهم تصويرها، بل جميعها قاصرة على الولاء للمشروع الصهيوني. ولاؤنا فقط كان وسيبقى لشعبنا ومجتمعنا ومستقبل أولادنا، وفي الوقت ذاته لن نتهاون في حقوقنا، لذلك نحن لن نكتفي بخطاب المساواة فقط بل سنطالب أيضاً بسد احتياجاتنا في المجالات كافة». واتهم غطاس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وحكومته «بالاستمرار في تنفيذ عمليات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية والنقب (...) بينما العالم غافل أو متغافل» لافتاً الى أن «نتانياهو لم يكتف بذلك بل يريد من العالم أن يعتبر الاستيطان فوق الأراضي الفلسطينية مشروعاً» مشيراً إلى مساعيه من أجل ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل. وحول التحديات التي تواجهه كنائب عربي في الكنيست أجاب غطاس بأن «خوض اللعبة السياسية بحد ذاته نضال، لأن هامش الحرية الممنوحة لنا كنواب عن الأقلية العربية ضيق للغاية بينما التحديات كثيرة»، مشيراً إلى وجود قانون يهدد النائب العربي بما معناه «إذا لم تتصرف وفق السقف الذي تم وضعه لك سيتم طردك. رغم الحصانة التي يفترض أن نتمتع بها إلا أننا نعمل في ظل قانون مسلط فوق رقابنا» لافتاً الى أن «المواطن العادي يتمتع بحرية تعبير أكبر من الحرية الممنوحة للنائب العربي». وقال غطاس «نحن نسعى إلى تصحيح الغبن التاريخي بحقنا كأصحاب الوطن الأصليين من خلال توطيد حقوقنا المدنية وكذلك نزع الشرعية عن حكومة التمييز القومي والهدم والإحتلال» مضيفاً «نحن أمام توغل يميني عنصري لحكومة نتانياهو ضد العرب وضد حرية الرأي ومختلف الحقوق الأساسية للإنسان (...) ومع ذلك لا نستطيع أن نستسلم ونقول انه لا يجدي (عملنا) نفعاً» مشيراً الى «نجاحنا في مجابهة مشاريع التجنيد والخدمة المدنية ومحو الهوية وشرذمتها». وكان غطاس أجرى جولة مؤخراً قادته الى الولايات المتحدة وكندا التقى خلالها سياسيين وناشطين في الجاليات العربية والفلسطينية في البلدين، كشف خلالها «زيف مزاعم نتانياهو في شأن الحل السلمي وحل الدولتين، والقوانين العنصرية التي جرى ويجري تشريعها في الكنيست». وأعرب غطاس عن أسفه لأن النشاط الفلسطيني والعربي في شأن القضية الفلسطينية «غير بارز دولياً»، مشيراً الى أن «إسرائيل تخشى على صورتها في الخارج وتعمل حساباً كبيراً للمجتمع الدولي وليس كما يعتقد الكثيرون بأنها لا تقيم له وزناً».
مشاركة :