معرض الشارقة الدولي للكتاب بيئة مثالية لصناعة جيل قارئ فضلا عن كونه تظاهرة ثقافية وفكرية من الطراز الأول، ومعرضا تجاريا يُحقق أرباحا، وفرصة نادرة للقاء الناشرين من مختلف أنحاء العالم لبحث شؤونهم وشجونهم، وتوقيع اتفاقيات ثقافية علمية في ما بينهم، يتميز معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت عنوان اقرأ أكثر باحتفائه بالأطفال والناشئة بشكل استثنائي، ولم تقف إدارة المعرض عند حد إفراد نحو ربع مساحة المعرض من أجل الكتب الموجهة للأطفال والناشئة، بل أبدعت مجموعة كبيرة جدا من الفعاليات التفاعلية الموجهة لهم، إيمانا بضرورة خلق جيل قارئ قادر على اكتساب المعارف المختلفة. العربباسل العودات [نُشرفي2016/11/11، العدد: 10452، ص(21)] احتفاء بالأطفال والناشئة بشكل استثنائي الشارقة- ضمن فعاليات الدورة الـ35، قدم معرض الشارقة الدولي للكتاب عروضا ترفيهية وتعليمية، تهدف إلى إثراء معارف الأطفال، ودمج العلم بقالب ترفيهي ممتع ومبسط، يحاكي عقولهم وهواياتهم المختلفة، ويوازي ما يُقدّم للأطفال في أكثر دول العالم حرصا عليهم. والمشهد السائد خلال أيام المعرض الذي يستمر حتى الـ12 من نوفمبر، هو مجموعات الأطفال وطلبة المدارس، من مختلف الأعمار، في كل زوايا وأركان المعرض، بحثا عن كّتب تناسبهم، يرافقهم عادة مشرفون تربويون، أو أساتذة من مدارسهم، لإرشادهم ومساعدتهم وتوجيههم، ويُعرّجون لمتابعة نشاطات ثقافية وفنية وتعليمية، تُقام هنا وهناك بالتعاون مع وزارات الدولة، وهيئات أهلية مدنية، أو مؤسسات نشر وتعليم مختصة بعالم الأطفال. ويعنى المعرض بأكثر من 40 فعالية مخصصة للأطفال، تشمل العروض المسرحية ومسرح الظل، حيث تستقبل زوارها الصغار من ساعات الصباح، ومن أبرز الفعاليات التي يقدمها ركن الطفل، فعالية “اكتشف ذاتك”، ويقدمها أدافان زاندينمن من ألمانيا، وتعنى بدعم مهارات الأطفال، وتدريبهم على موضوعات من بينها: الوعي الذاتي، وزيادة الثقة بالنفس، وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديهم. فعالية "اكتشف ذاتك" من أبرز الفعاليات التي يقدمها ركن الطفل وتعنى بدعم مهارات الأطفال وتساهم إدارات المتاحف والمؤسسات الحكومية المعنية والمبادرات الخاصة والأهلية والمراكز الترفيهية والرياضية، وتُقام على هامش المعرض مسابقات متنوعة للأطفال، جميعها لها علاقة بالثقافة والقراءة، كمسابقة أداء القراءة، فضلا عن مجموعة من الورش التعليمية. وشهد برنامج الطفل المصاحب لهذه الدورة من المعرض ورشات عمل ذات طابع علمي، بمشاركة مدربين محليين وعرب ودوليين، تراوحت موضوعاتها من العلمي إلى الثقافي فالاجتماعي ومواضيع التنمية والتطوير. ومن أمثلة ورشات العمل هذه، وورشة عمل أخرى بعنوان “مبادرة سمارت” للتوعية الصحية للأطفال، والتي قدمت من خلالها الأساسيات الهادفة إلى تعريف الأطفال على أهمية المحافظة على الصحة العامة، وحثهم على ممارسة الرياضة وترسيخ العادات الغذائية الصحية لديهم. كما تفتح ورشة “كتابات صغيرة” الباب على خيال الأطفال الإبداعي، ومهاراتهم في الوصف والتعبير، وقدرتهم على تعلّم فنون كتابة القصة، ورسم تتابع الأحداث، ووصف الصورة الجمالية الإبداعية. وتُشارك في الفعاليات المخصصة للأطفال مؤسسات وهيئات إماراتية، وكذلك مؤسسات ثقافية وتعليمية أوروبية، وأقيمت ورشات عمل للأطفال للتعبير عن إبداعاتهم ولترك بصماتهم الخاصة في المعرض، اجتذبت عددا كبيرا من الأطفال العرب والأجانب في الدولة. ويتم تقديم حوافز وكتب للطلبة والأطفال الذين يزورون الأجنحة المخصصة للأطفال، كما يقضي الكثير منهم أوقاتا ممتعة في العشرات من الأجنحة التي تخصص نشاطات ترفيهية وتعليمية وتربوية تتعلق بالقراءة وحب الكتاب، بأساليب ممتعة وتفاعلية. وتتوجه غالبية الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية الموجّهة للأطفال إلى الفئات العمرية بين 4 و14 سنة، وتُعتبر الأجنحة والأقسام المخصصة للأطفال من أكثر الأقسام والأجنحة ازدحاما وارتيادا، سواء من الأطفال أنفسهم أو من الأهالي والمدرسين، ويشدد أصحاب المؤسسات الأهلية والمدنية في تصريحاتهم على حرصهم على أن يكون الطفل من أهم عناصر نجاح المعرض. ويستمتع محبو الكتب من الصغار بحضور مسرحيات وجلسات للقراءة، ومراسم للفنون والأشغال اليدوية، وأخرى للتوجيه والتوعية الصحية والمجتمعية والإنسانية، وأهمية التدوير وحماية البيئة، والتوعية المرورية والشرطية، كما يحضرون ورش عمل خاصة بالأطفال للمشاركة في كتابة وقراءة القصص بالإضافة إلى عروض لفنانين قدموا من مختلف أنحاء العالم لتقديم مهاراتهم. الأجنحة والأقسام المخصصة للأطفال تعتبر من أكثر الأقسام والأجنحة ازدحاما وارتيادا ولإضافة المتعة والتفاعل للزوار الصغار، استضاف المعرض عروضا للطهي الحي مع طهاة مشهورين ومحترفين، يشاركهم الأطفال في إعداد أطباق صحية لتثقيفهم حول قواعد الطعام الصحي وكيفية تحضيره. ونادرا ما يخلو المعرض من أعداد كبيرة من الأطفال يبحثون عن كتبهم المفضلة، ويتوزعون على نشاطات المعرض المختلفة، يرسمون ويلونون، ويتعلمون مهارات يدوية، ويناقشون الكبار في كل ما له صلة بالفن والأدب والثقافة. وتم تخصيص منطقة حصرية في المعرض لمرحلة ما قبل المدرسة، من سن سنتين إلى 5 سنوات، وقد صممت بطريقة تحافظ على سلامة الأطفال مع إضفاء جو من المرح والحيوية من خلال الكتب والرسوم التوضيحية المقدمة. كما تشتمل الأنشطة أيضا على البعض من أشرطة الفيديو التعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة ورواية القصص والغناء الجماعي لتعليم الأطفال الصغار البعض من أغاني الحضانة الكلاسيكية باللغتين العربية والإنكليزية. ومن أبرز الفعاليات التي تم تنظيمها وتستهدف الأطفال واليافعين، مسابقة “المؤلف الصغير”، التي تسعى إلى تشجيع الأطفال على الدخول إلى عالم تأليف القصص، حيث تقوم المبادرة من خلالها بتوزيع كتيبات صممت خصيصا لهذه المسابقة، على الأطفال، تحتوي على قسمين أحدهما للكتابة والآخر للرسم. ويُعرض في المعرض ما يقرب من مئة ألف عنوان جديد، ويشارك فيه 235 ضيفا يُحيون 1417 فعالية ثقافية وفكرية وأدبية مختلفة، تشارك ببرنامج ثقافي واسع وآخر أدبي وتعليمي، فضلا عن برامج مهنية حول عوالم النشر، كما تقام على هامش المعرض دورات تدريبية للناشرين العرب بالتعاون مع مركز النشر في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك بمشاركة 50 ناشرا عربيا. :: اقرأ أيضاً مهارة سرد القصص تجعل الرجل أكثر جاذبية خلطات طبيعية تخلصك من السيلوليت خضر وفواكه يمكن حفظها في الثلاجة
مشاركة :