واشنطن – الوكالات: استمرت أمس التظاهرات احتجاجا على انتخاب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ويتباين استمرار التظاهرات، ولو بوتيرة أخف من السابق، مع مساعي التهدئة التي أظهرها الرئيس المنتخب الجمهوري والرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما منذ الإعلان عن نتيجة الانتخابات. وكتب الملياردير صباح الجمعة في تغريدة على تويتر «يوم من النشاط المكثف مرتقب في نيويورك. سأتخذ قريبا قرارات مهمة جدا حول الأشخاص الذين سيديرون حكومتنا». وأشاد ترامب أمس بالمتظاهرين لكونهم «محتجين متحمسين» تحرضهم وسائل الإعلام. وقال ترامب في تعليق على تويتر في وقت مبكر من صباح الجمعة «تروق لي حقيقة أن مجموعات صغيرة من المحتجين الليلة الماضية كان لديهم الحماس من أجل بلدنا العظيم. سنتلاقى جميعا ونكون فخورين». كان ترامب قد كتب الليلة الماضية على تويتر قائلا «كانت هناك انتخابات رئاسية مفتوحة وناجحة جدا. والآن يحتج محتجون محترفون يحرضهم الإعلام. هذا ظلم بيّن» وخرجت مظاهرات اتسمت في معظمها بالسلمية والنظام فيما لا يقل عن ثماني مدن في أعقاب هزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الثلاثاء. وعبر المتظاهرون عن قلقهم من أن يضر ترامب بالحقوق المدنية للأمريكيين. وبدأ تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بترامب منذ انتخابه الثلاثاء إلى حد أن البرج الذي يحمل اسمه في نيويورك على الجادة الخامسة أصبح يشبه الحصن حيث وضعت أمامه كتل الإسمنت مع انتشار كثيف لعناصر الشرطة. وقطعت حركة السير في قسم من شارع 56 المتاخم لبرج ترامب وصولا إلى جادة ماديسون وتم الحد من حركة المشاة وكذلك في الجادة الخامسة. ونصبت نقاط تفتيش قرب المكان ووضعت سيارة إسعاف تابعة لرجال إطفاء نيويورك بشكل دائم. وعاود ترامب هجماته على تويتر، فانتقد في تغريدة وسائل الإعلام التي اتهمها بتأجيج التوتر. وكتب أنه بعد «انتخابات رئاسية ناجحة ومفتوحة للغاية» يقوم «متظاهرون محترفون تشجعهم وسائل الإعلام» بالاعتراض على النتيجة، الأمر الذي اعتبره «غير منصف إطلاقا». وأفادت الشرطة أن تظاهرة في بورتلاند بولاية أوريغون تخللها «سلوك خطير وإجرامي» تطورت إلى «أعمال شغب». وأظهرت مشاهد بثتها الشبكات التلفزيونية متظاهرين يلقون مقذوفات على قوات الأمن ويقومون بعمليات تكسير ونهب في محلات تجارية. وبين المتظاهرين المعارضين لوصول ترامب إلى البيت الأبيض عديد من الشبان والطلاب. وفي بالتيمور قرب واشنطن، تجمع حوالي 300 شخص ورفعوا لافتات كتب عليها «لم أنتخب الكراهية في الرئاسة» وهتفوا «ليس رئيسي». وعلى الساحل الغربي المحسوب تقليديا على الديمقراطيين، تظاهر مئات الطلاب أيضا في سان فرانسيسكو ولوس انجليس ورفع بعضهم لافتات كتب عليها «الحب يسحق الحقد». كما كانت هناك تجمعات في نيويورك وشيكاغو (شمال) ودنفر (وسط غرب) ودالاس (جنوب).وبعدما ألقى خطابا اتسم بنبرة مصالحة ليلة فوزه في الانتخابات، أعطى ترامب خلال لقائه مع أوباما الخميس إشارات قوية إلى عزمه على الابتعاد عن نبرة المرشح الاستفزازية لاتخاذ موقف رئاسي هادئ. وإلى مهمة تشكيل فريقه، يتحتم على رجل الأعمال الثري الذي لم يشغل أي منصب منتخب من قبل وخاض سباقه إلى البيت الأبيض وحيدا وسط خلافات مع حزبه، استعادة تأييد قادة الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلسي الكونغرس.
مشاركة :