استعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليوم من النشاط المكثف حيث يُحضّر لقرارات «مهمة جدّاً» بشأن الأشخاص الذين سيعيّنهم في إداراته بعد توليه مهامه رسميّاً في يناير/ كانون الثاني 2017، فيما تظاهر الآلاف احتجاجاً على انتخابه. ويتباين استمرار التظاهرات، ولو بوتيرة أخف من السابق، مع مساعي التهدئة التي أظهرها الرئيس المنتخب الجمهوري والرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما منذ الإعلان عن نتيجة الانتخابات.ترامب يتبنى موقفاً هادئاً وسط تظاهرات احتجاجية على انتخابه واشنطن - أ ف ب استعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليوم من النشاط المكثف حيث يحضر لقرارات «مهمة جدا» بشأن الاشخاص الذين سيعينهم في إداراته بعد توليه مهامه رسميا في يناير/ كانون الثاني 2017، فيما تظاهر الآلاف احتجاجاً على انتخابه. ويتباين استمرار التظاهرات، ولو بوتيرة أخف من السابق، مع مساعي التهدئة التي أظهرها الرئيس المنتخب الجمهوري والرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما منذ الاعلان عن نتيجة الانتخابات. وكتب الملياردير صباح أمس الجمعة (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في تغريدة على «تويتر»: «يوم من النشاط المكثف مرتقب في نيويورك. سأتخذ قريبا قرارات مهمة جداً بشأن الاشخاص الذين سيديرون حكومتنا». وبدأ تعزيز الاجراءات الامنية المحيطة بترامب منذ انتخابه الثلثاء إلى حد أن البرج الذي يحمل اسمه في نيويورك على الجادة الخامسة أصبح يشبه الحصن حيث وضعت امامه كتل الاسمنت مع انتشار كثيف لعناصر الشرطة. وقطعت حركة السير في قسم من الشارع 56 المتاخم لبرج ترامب، وصولاً إلى جادة ماديسون، وتم الحد من حركة المشاة وكذلك في الجادة الخامسة. ونصبت نقاط تفتيش قرب المكان ووضعت سيارة اسعاف تابعة لرجال اطفاء نيويورك بشكل دائم. وعاود ترامب هجماته على «تويتر»، فانتقد في تغريدة وسائل الاعلام التي اتهمها بتأجيج التوتر. وكتب أنه بعد «انتخابات رئاسية ناجحة ومفتوحة للغاية» يقوم «متظاهرون محترفون تشجعهم وسائل الاعلام» بالاعتراض على النتيجة، الامر الذي اعتبره «غير منصف إطلاقا». وأفادت الشرطة أن تظاهرة في بورتلاند بولاية أوريغون تخللها «سلوك خطير وإجرامي» تطورت إلى «أعمال شغب». وأظهرت مشاهد بثتها الشبكات التلفزيونية متظاهرين يلقون مقذوفات على قوات الأمن ويقومون بعمليات تكسير ونهب في محلات تجارية. وبين المتظاهرين المعارضين لوصول ترامب إلى البيت الابيض العديد من الشبان والطلاب. وفي بالتيمور قرب واشنطن، تجمع نحو 300 شخص ورفعوا لافتات كتب عليها «لم أنتخب الكراهية في الرئاسة» وهتفوا «ليس رئيسي». وعلى الساحل الغربي المحسوب تقليدياً على الديمقراطيين، تظاهر مئات الطلاب أيضاً في سان فرانسيسكو ولوس انجليس ورفع بعضهم لافتات كتب عليها «الحب يسحق الحقد». كما كانت هناك تجمعات في نيويورك وشيكاغو (شمال) ودنفر (وسط غرب) ودالاس (جنوب). أولى الاتصالات الدولية في ملف السياسة الخارجية، تعهد ترامب العمل من «اجل سلام عادل ودائم» بين إسرائيل والفلسطينيين «يتم التفاوض عليه بين الطرفين»، وذلك في أول رسالة له بشأن هذه المسألة منذ فوزه بالرئاسة نشرتها صحيفة «إسرائيل هايوم» أمس. وكتب ترامب في هذه الرسالة «اعتقد انه بإمكان ادارتي ان تلعب دورا مهما في مساعدة الطرفين على تحقيق سلام عادل ودائم». وباشر ترامب إجراء أول اتصالاته الهاتفية مع قادة العالم، وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيجري محادثات هاتفية الجمعة معه «لتوضيح وطلب توضيح مواقف». ودعا ترامب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المكلفة تطبيق خطة الخروج من الاتحاد الاوروبي، إلى زيارته «في اسرع وقت ممكن»، كما من المقرر أن يعقد لقاء الاسبوع المقبل مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وبعدما ألقى خطابا اتسم بنبرة مصالحة ليلة فوزه في الانتخابات، أعطى ترامب خلال لقائه مع أوباما أمس الأول (الخميس) إشارات قوية إلى عزمه على الابتعاد عن نبرة المرشح الاستفزازية لاتخاذ موقف رئاسي هادئ. وطوى الرجلان اللذان لم يلتقيا من قبل صفحة الحملة العنيفة والعدائية التي استمرت أشهرا، ليؤكدا في المكتب البيضاوي عزمهما على إنجاز عملية انتقال سلس للسلطة. وقال رجل الأعمال الثري جالسا قرب أوباما في البيت الأبيض، وقد بدا وكأنه يشعر برهبة الموقع، «انه لشرف عظيم سيدي الرئيس ان اكون معكم»، وهو الذي شن على مدى سنوات حملة شائعات للتشكيك في شرعية الرئيس، مدعيا أنه لم يولد على الاراضي الأميركية. وبعد ساعات، أشاد على تويتر بـ «يوم رائع» في واشنطن وبـ «توافق جيد» مع الرئيس الديمقراطي. من جهته، قال أوباما إنه أجرى «محادثات ممتازة» مع ترامب بعد أن كان أعلن خلال الحملة أنه يمثل خطرا على الديمقراطية، وأضاف «نريد ان نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم على النجاح». ترتيب شئون الجمهوريين وإلى مهمة تشكيل فريقه، يتحتم على رجل الأعمال الثري الذي لم يشغل أي منصب منتخب من قبل وخاض سباقه إلى البيت الابيض وحيدا وسط خلافات مع حزبه، استعادة تأييد قادة الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلسي الكونغرس. ويبدو أن فوزه الكاسح والزلزال السياسي الذي أحدثه بددا التحفظات التي أعرب عنها البعض منتقدين أسلوب وخطاب المرشح الذي ينعت باستمرار بالعداء للأجانب والتقليل من شأن النساء. وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قال رئيس الحزب الجمهوري راينس بريباس الذي تفيد وسائل الاعلام بأنه قد يكون ضمن ادارة ترامب المقبلة «آمل أن يكون الجميع رأى دونالد ترامب الرئاسي الذي كنا على يقين منذ البداية بأنه سيكون على مستوى المنصب». والتقى الرئيس الأميركي الـ45 الذي سيتولى مهامه رسميا في 20 يناير/ كانون الثاني، الرجلين اللذين سيكلفان إقرار برنامجه في قوانين؛ رئيس مجلس النواب بول راين ورئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وحطم انتصار ترامب المفاجئ الذي استند على غضب ناخبين يشعرون بأن النخب تهمشهم وتهددهم العولمة، آمال الديمقراطية هيلاري كلينتون بأن تصبح أول امرأة في سدة الرئاسة الأميركية، على رغم إجماع استطلاعات الرأي على توقع فوزها. غير أنه يهدد أيضا إرث أوباما ولاسيما على صعيد التأمين الصحي والمناخ والتبادل الحر وغيرها من المواضيع. ومن المفارقات أن «وريثته» السياسية هزمت في وقت يحظى فيه الرئيس بأواخر ولايته بنسبة شعبية. وبعدما تبددت دهشة المفاجأة، استعادت البورصة زخمها بصورة سريعة، في وقت كان المستثمرون يبدون قلقهم الأسبوع الماضي حيال احتمال فوز ترامب، فحطم مؤشر داو جونز مستوى قياسيا أمس الأول في وول ستريت. وأبدت كندا والمكسيك استعدادهما لمعاودة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) بعدما دعا ترامب خلال حملته الانتخابية للعودة إلى المزيد من الحمائية في الولايات المتحدة، متحدثا مراراً عن معاودة التفاوض في الاتفاقية بل حتى إلغائها. REUTERS
مشاركة :