الفرنسي أندريه ميكيل يبحث في «الجغرافية البشرية عند العرب» - ثقافة

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه «العالم والبلدان... دراسات في الجغرافية البشرية عند العرب» ينطلق الباحث والكاتب الفرنسي أندريه ميكيل من نقطة مركزية تتعامل مع الكتابات الجغرافية ونصوص الرحالة باعتبارها بحثا استكشافيا وأدبا في آن معا. أدب يعبر عن مهارات أسلوبية ونظرة متفردة وإن لم يضعه كتاب كبار. كما لم يضعه علماء مختصون، بل رحالة يسافرون إلى بلد لوصفه ويحيطون بما كتبه أو قاله عنه آخرون. يتضمن الكتاب - الذي صدرت ترجمته العربية حديثا عن مشروع كلمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة - مزيجا بين الأدب والجغرافية، يعكس الرؤية العربية للعالم من خلال تحليل العديد من النصوص العربية التي دونها الرحالة والجغرافيون العرب للحدود والبحار والجبال والمدن التي زاروها، وقام بنقل الكتاب للعربية الباحث المغربي محمد آيت، وراجع ترجماته الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم بباريس كاظم جهاد. وحقق ميكيل من خلال كتابه اكتشافات أساسية عدة، أولها الشغف بالاكتشاف لدى هؤلاء الرحالة والجغرافيين في حقبة أفول انكفأ فيها العالم الإسلامي على نفسه وتشظت دار الإسلام، وبدأ يغمرها ركود لا يرى هو فيه انحطاطا أو تراجعا للفكر حقا. هذه النصوص هي نوع من نهضة يقام بها على خلفية خسارة؛ ضوء مبهر يشع في سماء محتلكة. على خلفية الأفول هذه، أنجز أعمالهم رجال عظام، من موسوعيين وجغرافيين ورحال أخذوا على عاتقهم تدوين حضارة بكاملها، وعكسوا تصورها لعالمها ولعوالم الآخرين، ولمجمل العالم والكون. قاموا بذلك خوفاً عليها من الضياع. هي اندفاعة قصوى، وثْبة حيوية خلاقة أحيت أجناسا قديمة وابتكرت صنوفا من الكتابة أخرى. كانت تلك ثقافة متكاملة يتضافر فيها الأدب الجغرافي مع اهتمام تاريخي وموسوعي ولغوي وفن في الوصف رفيع ودقيق. ووراءها تقف ذوات ومواهب فذة، مع تعلق خاص من قبل ميكيل بالمقدسي الجغرافي، وابن بطوطة الرحالة، وابن خلدون المفكر في التاريخ والمجتمعات، كل منهم كان رائدا في مجاله وصانعا لجنس أدبي على أساس بدايات وسوابق متواضعة.

مشاركة :