من حق أي إنسان أن يقول ما يرى, أن يشارك فيما يختار, أن يحضر وقتما يشاء!!.. لكن من الحكمة, وفق ما ألفته المسالك ذات المقاصد الراشدة, وبما أقرّته العقول, هو أنّ لكلِّ مجلس جليساً, ولبوساً, ولكلِّ موقف فعلاً, وقولاً يناسبانه, متى كان الموقف ملزماً له, أو واجباً عليه, لا ينطق ذو عقل إلاّ متى علم فيما ينطق بما ينطق, بإدراكه ما يقول لما يقول, وبدوره فيما يقول عما يقول,..!! المرء لا يزج نفسه ارتماءً, ولا تدخلاً فيما لا يعنيه, ولا يخصه, ولا يعلمه!!, وإلاّ لبس لبوس المتطفلين, وشارك في صفاتهم, وأدى أدوارهم!!, فهو إن لم يكن في هذه الحال متطفلاً طبْعاً وصفة, فإنما هو يتلبّس التطفُّل حاجة, وغاية !!.. وإن نبيلًا رفيعًا, عزيزًا, كريمًا, عاقلًا, ذا حسٍّ لا يفعل ذلك!!.. المُشاهَد في وسائل التواصل «المهيمنة» جيوش المتطفلين سجيةً, وطبعاً, وصفةً, وقد اختلطت بالمتطفلين لغاية, ولمقصد!!, وبينهم زُجَّ على موجة المتطفلون سذاجة, واتباعاً, وبلاهة !!.. وإنهم لكثرتهم, ضاع بينهم من يقول عن علم, ومن يشارك بفهم, ومن يدلي باختصاص, ومن يحضر عند المفترق ليشعل مصباحه ليريَ السبيل!!.. لكنه في كل حال, وعلى أي وجه, حتماً قد غدا مفقوداً في زمر المتناكبين على الكلام, والحضور من المتطفلين وأشباههم !!.. وتاهت الحقيقة, والجمال, والنقاء, والحكمة من قبل, ومن بعد!!
مشاركة :