أبوظبي – "الاندماجات هي الحل"، شعار رفعه مسؤولون وخبراء خلال مشاركتهم في معرض ومؤتمر بترول أبوظبي "أديبك 2016"، الذي انتهت فعاليته أواخر الأسبوع الماضي، معتبرين أنها الوسيلة الأفضل أمام الشركات الخليجية، بهدف مجابهة الأوضاع الصعبة التي تعيشها، جراء الهبوط المستمر في أسعار النفط منذ منتصف 2014. وقال خبراء في أحاديث متفرقة أن الاندماج بين الكيانات الكبرى في قطاع الطاقة، يهدف إلى تأسيس كيانات ضخمة قادرة على التعايش مع أسعار النفط المنخفضة. وتراجعت أسعار النفط الخام، بنسبة زادت عن 75% منذ يوليو/تموز 2014، هبوطاً من 120 دولارا أميركياً للبرميل، إلى أقل من 28 دولاراً في الربع الأول من العام الجاري، لكنها عاودت الصعود مجدداً لتحوم حالياً حول مستوى 50 دولاراً للبرميل. وقال سلطان بن أحمد سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك"، المملوكة لحكومة أبو ظبي، أن الاندماجات تحقق عدة مزايا استراتيجية تدعم النمو المستقبلي، وتعزز التكامل في البنية التحتية والتكنولوجيا والأداء الإداري. وأضاف الجابر، أن أدنوك أعلنت مؤخراً عن عدة اندماجات ستساعدها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز الربحية والارتقاء بالأداء والكفاءة، لا سيما في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج. وأعلنت "أدنوك" الإماراتية منتصف الشهر الماضي، عزمها دمج ثلاث من شركاتها المتخصصة في الشحن والنقل البحري والخدمات، لتأسيس شركة واحدة عالمية المستوى. وستدمج "أدنوك" كل من "شركة ناقلات أبوظبي الوطنية "أدناتكو" و"شركة الخدمات البترولية "إسناد" وشركة أبوظبي لإدارة الموانيء البترولية "إرشاد"، ومن المتوقع إنجاز هذه المهمة بنهاية 2017. ومطلع أكتوبر تشرين الأول قالت "أدنوك" أيضاً انها تعتزم دمج شركتين تابعتين لها، وهما شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية "أدما العاملة"، وشركة تطوير حقل زاكوم "زادكو" في شركة جديدة. وقال "تيري دارد"، رئيس عمليات التسويق في أديونيكس الفرنسية للنفط، إن الهبوط في أسعار النفط عجل بحاجة قطاع صناعة الطاقة للتوجه نحو الاندماجات، التي تعتبر خطوة جيدة في ظل الظروف والأوضاع الراهنة. وأضاف "دارد"، خلال مشاركته في معرض أديبك، أن عمليات الدمج بين شركات الطاقة الخليجية تسهم في خلق كيانات جديدة ذات مراكز مالية قوية واستراتيجية موحدة، تساعد على تحقيق أعلى درجات النمو إضافة إلى تقليل النفقات والمصاريف. وطالب جميع شركات النفط الخليجية، بضرورة العمل حالياً على إعادة هيكلة استثماراتها مع السعي نحو الدمج، ما سيعطيها قدرة أكبر على إنجاز المشاريع وإقامة توسعات. ومن جهته قال فيليب بارتونوف الرئيس التنفيذي لشركة "أكسامين" الفرنسية لخدمات النفط، قال إن عمليات الاندماج تسهم في تطوير كفاءة وإنتاجية الشركات، كما تساعد على خلق كيانات جديدة ذات مراكز مالية قوية، وتأمين فرص عمل طويلة المدة في ظل الأوضاع الراهنة. وأضاف "بارتونوف"، أن عمليات الدمج تزدهر في الأوقات التي يشهد فيها العالم تحديات وصعوبات اقتصادية، فضلاً عن هبوط معدلات النمو، إذ تصبح تقييمات الشركات مقبولة، مشيراً إلى أنها تعد الوسيلة الآمنة أمام الشركات الخليجية في ظل تراجع أسعار النفط. ولا يستبعد "بارتونوف"، موجة اندماج واستحواذ في الإمارات قريباً، بعد اندماج مبادلة وآيبيك، واندماج ثلاث من شركات "أدنوك" في شركة والمتوقع إتمامها بنهاية 2017. وقال تقرير نفطي صادر عن شركة "نفط الهلال" الإماراتية، أن القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ لدى اقتصاديات دول المنطقة، ارتفعت خلال العام الحالي وتجاوزت حاجز الـ 26 مليار دولار. وبلغت حصة قطاع الطاقة من إجمالي قيمة الصفقات 1.4 مليار دولار، وفق "نفط الهلال" التي قالت أن البيانات المتداولة تشير إلى تسجيل نشاط قوي خلال الفترة الحالية والقادمة على صفقات الاندماج والاستحواذ.
مشاركة :