مطبوعات الأندية الأدبية.. مزاجية اللائحة

  • 11/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل الطباعة والنشر جزءًا مهمًا من نشاط الأندية الأدبية، حيث درجت هذه الأندية بلا استثناء على تقديم مطبوعات ضمن نشاطها الذي تعتمده في مواسمها الثقافية والأدبية، غير أن هذه النشاط، كغيره من الأنشطة الأخرى، لم يسلم من انتقاد وأسئلة هامسة حينًا، وجهرية أخرى، حول الآلية التي تتبعها الأندية في طباعة الكتب، وما هي المعايير التي تتوسمها، ومن يقوم بالاختيار.. وغيرها من الأسئلة الأخرى التي طرحتها «المدينة» على ثلاثة من المثقفين، اثنان منهما لهما علاقة مباشرة بآلية الاختيار، والثالث صاحب تجربة للنشر في أروقة الأندية الأدبية، فجاءت الإفادات متوافقة في الطرح الذي تضمنه هذا النقاش حول مطبوعات الأندية الأدبية.. مراحل ثلاث استهلالاً يكشف مسؤول التأليف والنشر وعضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبدالرحمن السلمي، عن الآلية التي يتبعها النادي في اختيار الكتب للطباعة والنشر قائلاً: بداية يتم استقبال الطلبات من جميع المتقدمين، ثم يعقبها تصنيف الكتب بحسب فروع التخصص في الدراسات الأدبية والنقدية، لتجرى عليها من بعد عملية التقييم والتحكيم، وما يتم قبوله من لجنة التحكيم يتم عرضه على المجلس، ويتم تصنيف المطبوعات حسب الفروع السابقة ونحاول جاهدين التوازن بينها وهذا ما يحصل في نادي جدة.. مع الإشارة إلى أن هناك اهتماما خاصا بالأدب السعودي على وجه الخصوص، ففي مجال الإبداع هناك فروع الشعر، القصة، الرواية.. أما في الجانب الثقافي فنهتم بالجوانب الثقافية المختلفة. وفق اللائحة أما الدكتور أحمد الهلالي فيشير إلى تقيد النادي بلائحة الأندية الأدبية المعتمدة من الوزارة في هذا الصدد، بقوله: تعتمد الأندية الأدبية على لائحة الوزارة الموضحة لاختيار الكتب وتحكيمها، فما أعلمه أن في كل ناد لجنة خاصة للمطبوعات والنشر، تستقبل الكتاب حسب السياسة التي يرسمها مجلس إدارة النادي، ومعايير الجودة التي تخضع لها الكتب في الفحص الأولي من قبل اللجنة، وبعد أن تجتاز تلك المعايير تحال إلى مجلس الإدارة لإقرار تحويلها إلى المحكمين أو رفضها أو تأجيلها، لما يراه المجلس من مسوغات لكل قرار، ويظل معيار المحكمين فيصلاً في طباعة الكتاب، فبعض الكتب لا يجيز المحكمون طباعتها لأسباب يبدونها في تقاريرهم، علما بأن الأندية ترسل الكتاب إلى المحكم خاليًا من اسم المؤلف حتى تضمن شفافية الحكم وحياده، ولو رفضه محكم، ووافق الثاني، لابد من اختيار محكم ثالث يرجح أحد الرأيين دون أن يعلم عنهما شيئا. ويتابع هلالي حديثه مضيفًا: تختلف سياسات الأندية الأدبية بشأن الطباعة، فربما يركز بعضها على الإبداع الأدبي أساسًا في الاختيار فتزيد مساحته على الكتب الثقافية والدراسات، وربما تتساوى، ومعايير أخرى تختلف باختلاف الأندية وسياسات مجالسها في برامج الطباعة. كذلك بعض الأندية تضع ميزانية محددة للطباعة، حتى لا تكتسح بنود الأنشطة الأخرى، وهذه موازنة مهمة، ربما لا يعلمها المؤلفون، لكنها أيضًا تتدخل في برامج الطباعة المقننة. نشر الآلية ويشارك القاص محمد ربيع الغامدي بقوله: لا أعتقد أن أحدًا من خارج محيط العاملين في الأندية الأدبية في مقدوره أن يحدد الأسس التي يتم على ضوئها اختيار الكتب المقدمة للطبع، أو يستطيع تقديم أي تفاصيل تتعلق بسياسات النشر المتبعة في الأندية، غير أنه وعلى حد علمي هناك ناد واحد من تلك الأندية يضع على موقعه آلية النشر كاملة واضحة هو النادي الأدبي بالرياض، ولعل بقية الأندية تتبع تلك الآلية حتى وإن لم تنشرها على مواقعها باعتبار الأندية جميعها ما هي إلا منصات مختلفة لهدف واحد. ويمضي الغامدي في حديثه مضيفًا: في واقع الأمر لي تجربتان في النشر عن طريق الأندية الأدبية، نشرت عن طريق النادي الأدبي بجازان مجموعتي الأولى «البرطأونات» ونشرت مجموعتي الثانية «الثوب الحنبصي» عن طريق النادي الأدبي بالرياض، وفي التجربتين قمت بمراجعة نصوصي من عدة أوجه، ثم قمت بتنسيقها جيدا على الحاسوب، ثم أرسلتها عبر البريد الإلكتروني وفي كل مرة كنت استلم إشعارات الموافقة ثم تم ربطي بالمطابع لمتابعة ذلك حتى آخر المراحل. في تجربة سابقة طلب مني ناد آخر أن انتظر لأن موضوع كتابي المقدم لهم صادف آخر في الحقل نفسه، وفي تجربة رابعة فهمت أن النادي الذي حادثته كان يعاني من زحمة نشر يومها، وقد نشرت الأول عن طريق خميسية الموكلي بصبيا والثاني على نفقتي الخاصة في مطابع الغامدي بالباحة. وفي جميع الأحوال فإن النشر متيسر عبر الأندية الأدبية، ولهم آلياتهم في ذلك، ولديهم تفضيلاتهم الخاصة، لكن كل ذلك يُعرف عن طريقهم فقط؛ فهم الأقرب إليه.

مشاركة :