مطبوعات الأندية الأدبية.. جدل الكم والكيف

  • 9/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تظل مطبوعات الأندية الأدبية أكثر المنجزات الماثلة للعيان، إلا أنها في الوقت ذاته أكثر ما يثير الجدل في الأوساط الثقافية والأدبية. فهل حققت هذه الإصدارات الغاية على مستوى الكمّ والكيف، أم أنّ تقديم الوجوه الشابة كان هدفا أساسيا بعيدا عن الجودة؟ هذا السؤال أثار العديد من الآراء والأفكار، نقرؤها في وجهات النظر التالية: رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله السُّلمي يرى أن المزاوجة بين الأمرين: تشجيع الأقلام الشبابة لتأخذ مساحتها أمر لابد منه ولا بد من أن تأخذه الأندية الأدبية بعين الاعتبار. في المقابل الإبقاء على الدعائم والأعمدة الأدبية ذات الأداء الجيد والمنتج المجود ثقافيا ومعرفيا وعلميا ونقديا أمر حتمي. ويضيف السُّلمي: فكرة نادي جدة الأدبي حاولت المزاوجة بين الفكرتين من خلال برنامج الإصدار الأول بالتعاون مع عبداللطيف جميل وهو إنجاز (5) كتب سنوية وشرط أن يكون الإنجاز المعرفي والثقافي والأدبي هو الأول للشباب. في المقابل أقرت (10) كتب إبداعية في النقد والمعرفة العامة لها علاقة بتخصص الأندية الأدبية لكبار الأدباء وهناك برنامج دراسات في أدب المملكة العربية السعودية وهو عبارة عن فحص رسائل علمية وإعادة النظر فيها من خلال هيئة تحكيمية جيدة ثم اعتمادها ليقوم النادي بطباعتها وإخراجها وحتى الآن أخرج (12) كتابا من هذه السلسلة (سلسلة دراسات في أدب المملكة العربية السعودية) تقوم على دراسات في السير الذاتية لكبار الأدباء في السعودية أو على الدراسات النقدية الإبداعية أو على المنتج أو دراسة الناقد نفسه أو المرحلة التاريخية. هذه التجربة خففت من الاندفاع الكلي خلف منتج الشباب على حساب الجودة وأيضا عدم الصدود عن منتج الشباب ومحاولة الانكفاء داخل المنتج الجيد أو منتج الشخصيات الثقافية والنقدية الأدبية المعروفة. المسؤول الإداري في أدبي تبوك عبدالرحمن الحربي يؤكد على أنّ الظروف الاجتماعية والمناطقية تؤثر على الأندية الأدبية -شئنا أم أبينا- إذ لا يمكن أن يخلو مشروع، كالطباعة مثلا، من المجاملات، وإلا فإن المشروع سيوأد في مهده. ويضيف الحربي «لكنّا -ولله الحمد- استطعنا في نادي تبوك الأدبي عام ٢٠١٦ التغلب على هذا الجانب بتقنين هذه المجاملات وحصرها في الإصدار الأول لفئة الشباب فقط وبنسبة ضئيلة جدا مقارنة بكم الإصدارات التي بلغت (٤٩) إصدارا لعام ٢٠١٦ فقط، ومع ذلك لم نسلم من الطعن والتشكيك والاتهام بالإقصائية والتهميش، غير أنّ وعينا بأنّ النقد المعتبر هو ما يصدر من المثقفين المنصفين لا من المؤلفين النفعيين الذين لا يعبهون بغير مصالحهم وإن كانت على حساب سمعة الأندية ولجان مطبوعاتها، والحكم -كما يقول الحربي- متروك للمشهد الثقافي وأهله وما ذاع فيه من صيت، إذ يكفي لجنة المطبوعات في نادي تبوك الأدبي -فخرا- أن بعض المثقفين ممن كان يتعالى على الأندية الأدبية أو يستنكف عنها بادر بطلب الطباعة مبديا إعجابه وأسباب رغبته في اختيار نادي تبوك من بين كل الأندية، بل بعض من تقدم بطلب الطباعة هم أعضاء في مجالس إدارات أندية أخرى».. إلا أن الشاعر حسن القرني له رأي مختلف باعتباره أحد المبدعين الذين طبعوا في الأندية الأدبية، إذ يرى أنّ إصداراتها، ومن عقود مضت، حققت أرقاما هائلة كماً، أما من حيث الكيف فبالرغم من خضوعها آليا للتدقيق والتحكيم إلا أن الجودة تتأرجح بين العادي والرديء. ويضيف القرني «برغم أنّ من أهداف الأندية الأدبية الأخذ بيد المؤلف السعودي ومساعدته، إلا أن تلك الإصدارات لم تأخذ حظها من الانتشار، ما حدا بأنديتنا لتوقيع عقد شراكات مع دور النشر، ولكنها جعلتها مكدسة في مخازنها ولم تسهم في وجودها على رفوف المكتبات التجارية إلا ما ندر، مكتفين بالحضور في معارض الكتب». ويلخّص القرني رأيه في أنّ الأندية الأدبية اعتمدت في إصداراتها في الغالب على المجاملات لا على الجودة.

مشاركة :