يستقطب مهرجان كتارا السادس للمحامل التقليدية لليوم الثاني على التوالي جمهورا غفيرا من مختلف الجنسيات للتعرف على أقسامه المتعددة ومواكبة مختلف أنشطته الشيقة، فضلا عن عدد كبير من الرحلات المدرسية والبحرية. وكان المهرجان قد حظي بزيارة عدد من عقيلات السفراء المعتمدين في الدولة حيث رافقهم سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في جولة اطلعوا من خلالها على ما يقدمه المهرجان من فعاليات وأنشطة متميزة تساهم في إحياء التراث البحري . القرية التراثية: بيوت خليجية تقليدية وتعتبر القرية التراثية من أبرز أركان المهرجان حيث تضم عددا من الأجنحة التي تقدم معروضات تراثية بالإضافة إلى 6 بيوت خليجية يتعرف من خلالها الزائر على المكونات التقليدية للبيت الخليجي ومنها نذكر البيت العماني حيث يتم طبخ الحلوة العمانية اللذيذة وتوزيعها مجانا على الجمهور بالإضافة إلى البخور العماني. وقد تمّ تأثيث البيت العماني على الشكل التقليدي سواء من خلال المفروشات التي احتواها أو الأدوات المعروضة مثل الجازرة، وهي وسيلة تقليدية لسحب الماء بالإضافة إلى تجهيز غرفة العروس وما يسمى بالحوش وهو فناء البيت. وإلى جانبه يقدم البيت الكويتي من خلال قسميه البحري والشعبي نبذة عن التراث في دولة الكويت؛ حيث عرض مختلف الأدوات والتجهيزات القديمة بالإضافة إلى قسم عرض فيه أدوات ومعدات الغوص وتجارة اللؤلؤ ووثائق بحرية تعود إلى أكثر من 100 سنة، بالإضافة إلى صناديق البحارة والعديد من اللوحات المرسومة التي تعبر عن حياة البحر. وأما البيت السعودي فقد تميز بتقديم معدات تراثية قديمة ترتبط بالبحر، وكذلك البيت البحريني الذي تميز بمعروضاته المتعددة ومنها أنواع متعددة للدلة البحرينية وأختام بريدية هندية يعود تاريخها إلى 90 عاما، بالإضافة إلى خارطة غوص أصلية يعود تاريخها إلى 60 عاما والدليل البحري الذي يعرف باسم النايلة، فضلا عن وثائق الغوص ودفتر للنواخذة يعود لسنة 1925. وتميزت مختلف المعارض بتقديم أدوات أصلية يصل عمرها إلى 100 عام وهو ما جذب اهتمام الزوار وتفاعلهم سواء بالتصوير أو باصطحاب أبنائهم لاطلاعهم على هذه المعروضات الهامة. كما جذب جناح متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني اهتمام الزوار؛ حيث ضمّ أدوات الغوص والمراكب وأسماء الطواشين والنواخذة. كما ضم صورا نادرة تعود إلى ما قبل 1945 ومجموعة بوصلة اتجاه السير وميازين للؤلؤ وأسماء السفن ما قبل 1930. وبشكل يحاكي الفرجان القديمة ضمت القرية مسجدا على الطراز القديم. بالإضافة إلى دكان صغير تحت اسم دكان ولد الحدي يعرض بعض الحلويات وكل ما يجذب الأطفال في حرص على محاكاة نمط الحياة القديمة، كما كان المقهى الثقافي ملتقى جميلا تجمع فيه الباحثون والمتخصصون. « الدالوب»..أوبريت من وحي التاريخ مهنة الغوص على اللؤلؤ كانت مهنة أهل الخليج ومصدر رزقهم قديما، وكان لهذه المهنة تحدياتها وذكرياتها في نفوس من عاشوا تلك الفترة، وقد كان العام 1925 أو ما سمي بسنة الطبعة ذكرى حزينة حيث غرقت معظم السفن التي ذهبت للغوص في تلك السنة، وتجسيدًا لتلك الحادثة، قدم مهرجان كتارا السادس للمحامل التقليدية أوبريت مميزًا بعنوان «الدالوب»، قال عنه الفنان فيصل التميمي مخرج العمل: فكرة الأوبريت جاءت من إدارة المهرجان، وكنا قد قدمنا في النسخة الرابعة من مهرجان المحامل التقليدية أوبريت «الطبعة» والذي تناول نفس الموضوع وكان عبارة عن عرض مسرحي، وأردنا أن نقدمه في هذه النسخة بطريقة أخرى؛ حيث اعتمد العرض بنسبة %50 على تجسيد الحادثة بشكل حيّ فقد تم عرض محمل حقيقي وصعد إليه البحارة وتم إغراق المحمل بطريقة احترافية حتى يستشعر الجمهور تلك الحادثة بكل تفاصيلها ومشاعرها المؤلمة، وأضاف: لقد بذلت إدارة المهرجان جهدًا كبيرًا حتى يخرج العمل بهذه الصورة التي نتمنى أن تنال إعجاب واستحسان الجمهور. الزيارات الطلابية..تعزز التراث لدى الناشئة شهد مهرجان (كتارا) السادس للمحامل التقليدية في يومه الثاني زيارات مكثفة من قبل المدارس القطرية ومدارس الجاليات العربية والأجنبية في الدولة، بلغ عددها حوالي 14 مدرسة رسمية خاصة ودولية، منها: (أكاديمية قطر للقادة، مدرسة الحكمة الدولية، ستيب ون، مدرسة الشرق الأوسط، المدرسة الإسباني). حيث استمتع الطلاب بمشاهدة أجنحة المهرجان التي تعرض صور ونماذج حية من التراث البحري القطري والخليجي، وعبر العديد من هؤلاء الطالبات والطلاب عن سعادتهم بزيارة المهرجان الذي أتاح لهم الاطلاع على الماضي العريق والعادات والتقاليد القديمة والتي أعادتهم إلى زمن الآباء والأجداد وعرفتهم بكل ما يتعلق ويرتبط بتراثهم البحري، من أعمال وحرف وفنون وأسلوب حياة، كما تعرفوا على الجوانب الثقافية والتراثية المتعددة التي يجسدها المهرجان، وقد أبدى الطلاب إعجابهم بما شاهدوه ولمسوه وتعرفوا عليه خلال هذه الزيارة. مسابقات تجمع بين الرياضة والتراث شهدت المسابقات مشاركات واسعة من مختلف دول الخليج نذكر منها مسابقة الغزل التي تعتمد على صيد السمك بالشبك التقليدي وشاركت فيها 15 فرقة من قطر وعمان والبحرين ويضم كل فريق شخصين يحق لهما المشاركة لمرة واحدة فقط، ويحسب بعد ذلك وزن السمك الذي تم اصطياده لتعلن النتيجة في اليوم النهائي، أما بالنسبة لمسابقة الحداق فهي مسابقة فردية حيث يتم اصطياد السمك بطريقة تقليدية وتحسب بالوزن أيضا، وقد وصل عدد المشاركين فيها إلى 46 مشاركا من قطر ودول الخليج، وقد شارك في مسابقة التجديف التي بدأ المشاركون فيها تدريباتهم، وستنطلق غدا الجمعة في 3:30 عصرا، 12 فريقا، يتكون كل فريق من 11 شخصًا، وقد شاركت الإمارات بـ6 فرق، أما سلطنة عمان فقد شاركت بـ3 فرق، وفريقين من قطر، وفريق واحد من البحرين. أما مسابقة تركيب آلة الشراع (السقاب) فقد سجلت مشاركات واسعة من محبي هذا النوع من المسابقات، كما جذبت مسابقة النهمة انتباه الجمهور الذين تابعوا باهتمام كبير المتسابقين وهم يؤدون الأهازيج البحرية بأصواتهم المتميزة. وتنطلق اليوم دشة مسابقة الغوص على اللؤلؤ والتي تحظى بمشاركة خليجية كبيرة والقفال يوم السبت 19 نوفمبر .;
مشاركة :