بيروت 17 صفر 1438 هـ الموافق 17 نوفمبر 2016 م واس تميّز لبنان بفن العمارة الإسلامية والفنون الزخرفية القديمة التي تعود إلى حقب منصرمة حيث شهدت العاصمة بيروت والعديد من المدن اللبنانية وأبرزها مدينة طرابلس شمال لبنان ومدن صيدا وصور في الجنوب وبعلبك في البقاع ودير القمر وبيت الدين في جبل لبنان تراثا إسلاميًا مهما على مدى (1437) سنة من العهد الأموي وصولًا إلى العهد العثماني. وشهدت العاصمة بيروت بطابعها الإسلامي وبكثرة سكانها المسلمين خلال العصور الإسلامية الأولى فن المعمار الإسلامي في بناء المساجد والجوامع من أبرزها "الجامع العمري الكبير" وهو أكبر الجوامع الموجودة في بيروت وقد أطلق عليه هذا الإسم تكريمًا للخليفة عمر بن الخطاب وقد عرف أيضًا بإسم جامع فتوح الإسلام وبإسم جامع النبي يحيى. ومن الجوامع الأخرى التي وجدت في باطن بيروت "جامع السرايا" ويعرف أيضًا بإسم جامع الأمير منصور عساف الذي امتد امارته من نهر الكلب إلى حماه (1552-1580) كما أطلق عليه إسم جامع دار الولاية وسمي بجامع السرايا لقربه من سراي الأمير عساف أو دار الولاية نسبة للقصر الذي أنشأه الأمير فخر الدين المعني الثاني أمير جبل لبنان وبيروت وقد كان هذا القصر مركزًا للحكم في بيروت. كما أن "جامع المجيدية" الذي كان أصلًا قلعة من قلاع بيروت البحرية وبرجًا هامًا من أبراجها وكانت هذه القلعة مشرفة على البحر وملاصقة له في باطن بيروت في محلة ميناء الخشب. وكان "جامع الأمير شمس الدين "من بناء القرون الوسطى وكان موقعه أيضا في باطن بيروت في سوق "البازركان" وكان يوجد بجانب بابه الشرقي قبر الأمير محمد شمس الدين الخطاب المنسوب اليه. ويذخر جنوب لبنان بالعديد من المعالم الأثرية الإسلامية والتي تتنوع بين مساجد ومقامات وهي تعود الى مراحل تاريخية مختلفة أبرزها بقضاء صيدا وصور حيث يقع "الجامع العمري" الكبير في أقصى الطرف الجنوبي الغربي على مقربة من قلعة صيدا البرية وفوق تلة مشرفة على البحر وأُطلق هذا الاسم تشبها للخليفة الراشدي الثاني" عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وهو من القرن 13م. ويعد "مسجد العمري" من أوسع مساجد مدينة صيدا وهندسة بناءه من الطراز المملوكي ودخلت عليه إصلاحات وتوسعات في العصر العثماني. كما وان "مسجد البحر" وهو مقابل القلعة البحرية يعد الوحيد الباقي في صيدا ويعود الى عصر المماليك وبناه "حسن بن سواح" عام (775هـ/1373م). ومن أقدم المساجد القائمة بصيدا "مسجد باب السراي" اذ يرجع بناؤه الى عهد احتلال الفرنج للمدينة (598هـ/1201م) ترتفع مئذنته فوق السطح أكثر من 20 متراً، ويتميز بقبته الكبيرة فوق القسم الشرقي من الحرم. كما يعد "الجامع البراني" الذي يقع على مقربة من شاطئ البحر خارج أسوار مدينة صيدا مثالا حيا على فن العمارة الاسلامية في العصر العثماني وبني الجامع في عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير (1572-1635) وشيد جدار الجامع الجنوبي بالحجر الأبلق ذي الألوان البني والأحمر والأسود والأبيض. ويجمع "مسجد قطيش" داخل صيدا القديمة الكثير من فن العمارة الاسلامية وبني على نفقة الشيخ "علي قطيش" (1001 هـ/1592م) التي تبدو زخرفته ظاهرة للعيان في مختلف أقسامه وتتزين قبته بزخارف تأخذ اشكالاً نباتية من أزهار وورود وسنابل قمح وأباريق والمحراب بالحجر الأبلق من الرخام الأبيض والأسود. // يتبع // 12:20ت م spa.gov.sa/1559631
مشاركة :