يعرض متحف الشارقة للآثار مجموعة من المقتنيات الأثرية النادرة، التي اكتشفت في مدينة البترا. ويشهد معرض البترا: أعجوبة الصحراء، الذي تستمر فعالياته من 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 16 مارس/آذار المقبل، تقديم مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية النادرة، التي تضم عدداً من المنحوتات والمصنوعات والأعمال الحرفية التي تم اكتشافها في مدينة البترا، التي يطلق عليها اسم المدينة الوردية. يقام المعرض بالتعاون بين إدارة متاحف الشارقة ودائرة الآثار العامة في الأردن، ويستعرض الحدث الإرث التاريخي والفني الذي كانت تزخر به مملكة الأنباط العربية وعاصمتها المحفورة في الصخور. وقالت منال عطايا، مديرة إدارة متاحف الشارقة: يعد معرض البترا: أعجوبة الصحراء الحدث الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بأكملها. وتعكس هذه المجموعة الأثرية الفريدة، الطبيعة التي كانت تتميز بها مدينة البترا وأطلالها في ذلك الموقع الصحراوي لتقدم لنا لمحة على مملكة الأنباط، وما تميزت به من فن وثقافة وعمران. وأضافت: لم يكن ليكتمل العمل على تنظيم المعرض دون الجهد والعمل الذي أسهمت به دائرة الآثار العامة في الأردن. ونتطلع إلى أن يكون هذا العمل فاتحة تعاون مثمر ومتطور خلال السنوات القادمة بين الجانبين. ويتضمن معرض البترا: أعجوبة الصحراء مجموعة فريدة ونادرة من المقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها في مدينة البترا عاصمة الأنباط، التي كانت مختفية بين الصخور الحمراء والحجارة الرملية في الأجزاء الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية. وتتمتع البترا بأهمية بالغة باعتبار أنها كانت عاصمة مملكة الأنباط القوية والغنية بين عامي 300 قبل الميلاد و106 ميلادي. وفي العصور القديمة كانت البترا مركزاً سياسياً واقتصادياً، وتمتعت بصلات تجارية ربطتها مع كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية وما بعدها. واليوم تبرز هذه المدينة باعتبارها الموقع الأثري العربي الوحيد ضمن قائمة عجائب الدنيا الجديدة في العالم، بعدما أدرجتها لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو عام 1985. وأضافت عطايا: يأتي تنظيم المعرض تأكيداً لدور متحف الشارقة للآثار في نشر الوعي حول أهمية الآثار، والتعريف بتاريخ الأمم من خلال المقتنيات الأثرية، ونحن على ثقة من أن هذه المعروضات ستنال إعجاب الزائرين، إضافة إلى أنهم سيتعرفون من خلالها إلى جوانب التشابه في التاريخ والثقافة بين البترا باعتبارها مركزاً تجارياً، وبقية حواضر التجارة في شبه الجزيرة العربية ومنها مليحة.
مشاركة :