إضاءات / الكويت في حلة ثقافية قشيبة - ثقافة

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو الصورة التي تظهر عليها الكويت الآن... أكثر إضاءة وحضورا، ونحن نسير في دروب الأدب والثقافة والفن والفكر، نتنقل بين الأنشطة الثقافية والفنية، ننشغل بفعالية تتعرض بالدراسة والبحث لاتجاه يمس حياتنا، ثم لا ننفك ندخل في غمار فعالية أخرى تتناغم مع اهتماماتنا الثقافية والفنية. هذه هي الحال التي يراها القاصي والداني... بينما الفعاليات تأتي في تواصل ملفت للنظر، على مدار السنة من دون توقف أو ملل، ومن دون أن تكون هناك فواصل أو استراحة، لأننا نعمل في أجواء تسودها الثقافة والفنون من كل اتجاه... فالكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام... وهي التي حصدت ولا تزال تحصد الإعجاب من كافة المستويات العربية والدولية بوصفها الرائدة في العمل الإنساني والثقافي والمعرفي. أنشطة هنا... وافتتاح مراكز ثقافية مهمة هناك، والمستقبل ينتظرنا بالأكثر والأكثر. وفي غمرة هذا الزخم الكويتي العامر تأتي الدورة الحادية والأربعين لمعرض الكويت الدولي، مستظلة بهذه المناسبات، ومتفاعلة معها في أجمل صورة، يمكن لها أن تعبر عن الحقيقة الكويتية، التي جعلت من الثقافة الجادة- التي تخدم الإنسان في حله وترحاله- عنوانا لها. فمعرض الكتاب لهذه الدورة، يهلّ... والكويت رائدة في مجالات الثقافة والفنون عبر محيطها العربي والإسلامي. إنه المعرض الذي اكتسب سمعته الطيبة في مجال النشر، بفضل ترتيبه وتنظيم أجنحته، وتميز أنشطته المصاحبة، فهو ثاني أقدم معرض عربي بعد معرض القاهرة، كما أنه بمرور الوقت أصبح تظاهرة ثقافية ملهمة، هذه التظاهرة لا تحتفي بكتب فقط، ولكنها تحتفي أيضا بالثقافة في كل أشكالها واتجاهاتها. ومن حسن الطالع أن هذا المعرض يقام في أجواء ثقافية صحيحة ومتميزة، وفي ظل نمو في الوعي بأهمية المعرفة كرافد ضروري لا يمكن الاستغناء عنه في مجالات تنموية كثيرة. في ما يأتي معرض الكويت الدولي هذا العام... والمنافسة على أوجها بين المتبارين للدخول إلى قاعة البرلمان، وهي منافسة أراها مثالا للرقي والتحضر، وهذا الأمر يثلج صدورنا جميعا، فلم تسجل حتى الآن أي حالة تجاوز يمكن الحديث عنه، إلا القليل النادر، ولكننا نرى التنافس في اتجاه وطني، الغرض منه الطموح في إيجاد صيغ وطنية مهمة لحل الكثير من المشكلات العالقة. ومن ثم فإن الدعوة موصولة للمواطنين والمقيمين لزيارة هذا المعرض والاستفادة من محتواه خصوصا في مجال الكتب الجديدة التي أحضرتها دور النشر معها، وعرضها في أجنحتها المحددة، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب مشاركة جهات أخرى في ترتيب هذه الفعاليات، خصوصا مهرجان ابن الهيثم العلمي الذي تنظمه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والذي يمزج الماضي بالحاضر بالمستقبل في خلطة علمية جذابة. فمعرض الكتاب هذا العام وكل عام ليس مكانا لتسويق الكتب أو الترويج لها، لأن ذلك متاح على الإنترنت بشكل أوسع وأرحب، ولكنه مساحة للتلاقي بين الأدباء والرواد، والاستمتاع برؤية الكتب وهي تتنافس في ما بينها في الشكل والمضمون، كما أنه فرصة كي نصطحب أبناءنا في رحلة معرفية إليه لتعويد عيون أولادنا على رؤية الكتب، ومن ثم الارتباط بها، والسعي لاقتنائها ومطالعتها. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :