إضاءات / مرزوق الغانم... وثقافة الكويت - ثقافة

  • 12/17/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

نبارك للكويت مجلس أمته الجديد بكل أعضائه المخضرمين منهم والشباب، نبارك للكويت على هذه الديموقراطية التي تنتعش بها حياتنا على طول الدوام، تلك التي نباهي بها العالمين، ونفخر برسوخها رغم التحديات الكبيرة التي تواجهنا، ورغم ما يحيط بلدنا- الصغير في مساحته الكبيرة في عطائه وسلامه- من إرهاب نتمنى من الله العلي القدير أن يحفظنا منه. ومن أجمل الصور التي أحب أن تتكرر على أرضنا الحبيبة الكويت، تلك التي شاهدها العالم على شاشات التلفاز، وقت اختيار أعضاء البرلمان المنتخبين لرئيس مجلس الأمة، ذلك المشهد الذي يضع في نفوسها المزيد من الاطمئنان على أن منهج الديموقراطية قد تمكن منا وأصبح لنا أسلوب حياة، هذا المشهد لم نسمع فيه سوى ما يثلج صدورنا ولم نر إلا ما يعطينا اليقين في المستقبل المشرق لبلدنا. فقد تنافس المتنافسون على منصب الرئاسة في مجلس الأمة في أجواء غلب عليها الطابع الوطني، بين ثلاثة أعضاء مشهود لهم جميعا بالوطنية، وبالتالي حصد الشاب الذي أقدر ثقافته وأصله الطيب مرزوق الغانم على الرئاسة، ولم يكن يعنيني عدد الأصوات العالية التي حصل عليها بقدر ما كان يعنيني، أن تكون طاقة وحيوية ووطنية مرزوق الغانم في خدمة وطنه الكويت، لتستمر عجلة المنظومة السياسية والبرلمانية سائرة في طريقها المعهود. ومن خلال متابعتي لكل كبيرة وصغيرة حدثت خلال الاستحقاق البرلماني الأخير، تشكلت قناعة كبيرة في أن مرزوق الغانم هو الشخص المناسب لرئاسة مجلس الأمة في الفترة المقبلة، من أجل المحافظة على مكتسباتنا الوطنية والعالمية، ومن ثم الاستمرار فيها لأبعد الحدود، فالغانم لديه تصوراته في ما يخص العمل البرلماني، والمبني على الشفافية، والقرب أكثر من نبض الشارع، وهذا ما تعكسه أحاديثه وكلماته عبر وسائل الإعلام المختلفة، علاوة على سيرته الطيبة، والتي تعكسها ثقافته وتقديره الكبير لوطنه وأبناء وطنه، وسعيه الدؤوب في أن تظل الكويت شمسا مشرقة في كل المحافل الدولية. وأنتهز هذه الفرصة كي أبوح لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم- لما أتوسم فيه وألمسه من قربه الشديد للثقافة- بأن يعطي مجلس الأمة الاهتمام الكافي للثقافة الكويتية، تلك التي تعاني الإهمال في شتى مجالاتها، وبالتالي نكاد لا نسمع رأيا أو حتى سؤالا يتعلق بالثقافة خلال موسم تشريعي كامل، رغم أن الثقافة هي أساس كل نهضة وتقدم لأي دولة، وكم أتمنى الاستفادة من تجارب بعض الدول الخليجية الشقيقة في الطريقة التي يتعاملون فيها مع الثقافة، رغم أن الكويت من الدول الخليجية بل العربية الرائدة في هذا المجال، فالحمد لله لدينا مركز الشيخ جابر الثقافي، الذي أتمنى من رئيس مجلس الامة المطالبة بتفعيل دوره، وتأكيد وجوده المحلي والدولي من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقام فيه. إلى جانب المطالبة بالاهتمام والمحافظة على إرثنا الثقافي من خلال المباني التراثية وخلافه، ودعم الشباب في سعيهم لإثبات وجودهم على الساحة والكثير من القضايا الثقافية، التي لا تسعفنا المساحة في عرضها. فمبروك للكويت بمجلس أمتها الذي بدأ مهام عمله منذ أيام قليلة، وبرئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، الذي نرى فيه الشخصية الكويتية الداعمة للمنهج الديموقراطي، فقد أثبتت الأيام أنه من الوطنيين المحبين للكويت وأهلها. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :