تتواصل الاستعدادات حثيثة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لإقامة مخيم الأمل بالشارقة في دورته السابعة والعشرين الذي تنظمه سنوياً برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للمدينة. وعقدت اللجنة التحضيرية للمخيم 3 اجتماعات برئاسة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبحضور رؤساء اللجان المنظمة سادها جميعها الحرص على تحقيق أهداف المخيم وغاياته في إسعاد الأطفال ذوي الإعاقة وضمان حسن استمتاعهم بفعالياته واستفادتهم من فترة انعقاده لتطوير مهاراتهم واكتساب معارف وخبرات جديدة تتوج الصورة الحضارية التي سيكونونها عن شعب الإمارات وثقافته التي تدعو إلى المحبة والتسامح واحتضان كل الجنسيات بكل الحب والتقبل للآخرين مهما اختلفت جنسياتهم وتعددت مشاربهم. تم في هذه الاجتماعات التحضيرية وبعد نقاش مستفيض اعتماد شعار المخيم بطريقتي أتعلم والتأكيد على استضافة وفدين الأول من دولة زنجبار والثاني من جمهورية كوريا الجنوبية إضافة إلى وفود دول مجلس التعاون الخليجي العربية، كما نوقشت خلال هذه الاجتماعات كل التفاصيل التي تضمن راحة الضيوف وحسن استفادتهم من أيام انعقاده المقررة في الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وأكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة، رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمخيم الأمل بالشارقة حرص مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على الاستفادة من أبرز أنشطتها وفعالياتها لتوجيه رسالة للمجتمع حول قضية هامة تمس حاضر ومستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة. وقالت إن المدينة وعندما يتم اختيار عنوان أو شعار لدورة ما من دورات مخيم الأمل فإن كل أعمالها ونشاطاتها ومراسلاتها تتركز طوال العام الذي يلي انعقاده على موضوع الشعار، مضيفة أن المتتبع للرسائل التي سبق أن رفعها المخيم يستطيع أن يتلمس حجم المكاسب والإنجازات التي تحققت في الكثير من القضايا التي تم العمل عليها، وزيادة مستوى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة تعززه التشريعات والقوانين النافذة والمبادرات الخلاقة لمكونات المجتمع الإماراتي من أعلى الهرم إلى قاعدته. وحول الشعار الجديد للمخيم (بطريقتي أتعلم) أوضحت الشيخة جميلة القاسمي أن الدافع إليه ثلاثة مواقف أولها تأكيد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال إطلاق مبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية على إيمان الإمارات وقيادتها بأهمية وأحقية التعليم ضمن أفضل المستويات للوطن والمواطن، وثانيها افتتاح سموه لمركز الموارد لذوي الإعاقة وتكفله بالمنح الدراسية للطلاب الراغبين في استكمال دراساتهم العليا، وثالثها توجيه سموه في المرسوم الأميري رقم 49 لسنة 2016 بإنشاء مركز الشارقة لصعوبات التعلم الذي سيعمل تحت مظلة وبإشراف مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، واستناداً إلى هذه المواقف وجدنا أن التعليم الجيد هو أفضل وسيلة لتطور المجتمعات وتقدمها، وأن التعليم لا يقتصر على فئة دون أخرى فلا يقسّم الناس إلى فئات ودرجات،.. ولا يفرض عليهم شروطاً ومعايير، ولا يلزمهم بما لا يتلاءم مع طبيعتهم وقدراتهم، مضيفة أن التعليم كما نفهمه ونمارسه هو في الحقيقة تعليم يلبي الاحتياجات ويراعي الخصوصيات ويقدم للمتعلمين كل أشكال الدعم للحصول على حقهم في التعليم. وتشير الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي إلى أن شعار مخيم الأمل السابع والعشرين (بطريقتي أتعلم) هو دعوة لكل المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي إلى التنبه لقضية الاختلاف في طرق التعلم والنظر في تباين القدرات بين الأشخاص عامة، وليس فقط بين الأشخاص من ذوي الإعاقة أو ذوي صعوبات التعلم، وهذا يعني أن على الجميع أن يدرك ويؤمن بأن التنوع في طرق التعلم ينبغي أن يرتقي إلى مستوى الثقافة المجتمعية لا ثقافة نخبة معزولة،.. وأن الطريق الأمثل للارتقاء بالعملية التعليمية هو منح الفرص المتساوية في التعليم للجميع، وهذا يتطلب تضافر كل الجهود والطاقات للدراسة والبحث وتقديم وسائل حديثة ومبادرات وتعليم مبتكر لتمكين المتعلمين وإيصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم. وأكدت على حق الجميع في التعلم وفق احتياجاتهم وتبعاً للفروقات فيما بينهم، وطالبت جميع الجهات والأفراد المعنيين بالتصدي لمسؤولياتهم وواجباتهم وأن يحترموا هذا التنوع والاختلاف وأن يعملوا على توفير الكوادر والوسائل المتخصصة والموارد اللازمة والمؤهلة لتقديم المستوى المطلوب من الجودة في خدمة المتعلمين جميعهم.
مشاركة :