المغرب يوسع نفوذه الاقتصادي في أفريقيا من بوابة إثيوبيا بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أديس أبابا، حيث أعطى إشارة الانطلاق لتنفيذ حزمة من الاستثمارات المغربية هناك. العربمحمد بن امحمد العلوي [نُشرفي2016/11/21، العدد: 10462، ص(11)] نظرة ثاقبة للمستقبل أكد خبراء اقتصاد لـ“العرب”، أن تدشين العلاقات الإستراتيجية المغربية الإثيوبية من بوابة الاقتصاد يدخل في إطار تنويع الشركاء الأفارقة في شرق القارة وغربها. وقالوا إن ما يترجم رغبة البلدين في إنجاح هذا المسار واستثمار ما يجمعهما من نقاط قوة لتعميق التعاون بينهما هو إبرام عدة اتفاقيات بين القطاعين الحكومي والخاص بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الإثيوبي هايلي ماريام ديسالغن. وأبرمت حكومتا البلدين 13 بروتوكول اتفاق ومذكرة تفاهم في مجالات التجارة والاستثمار والضرائب والزراعة والمياه والري، لكن أبرز الصفقات كانت تلك التي تتعلق بإنشاء مجمع للأسمدة في مدينة ديري داوا شرق إثيوبيا. مصطفى التراب: مشروع مجمع الأسمدة في إثيوبيا هو أكبر استثمار خارج المغرب ووقع مجمع الشريف للفوسفات المغربي والحكومة الإثيوبية، السبت الماضي، اتفاقا لإقامة مجمع ضخم لإنتاج الأسمدة الزراعية باستثمار قيمته 3.7 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وهو ما من شأنه أن يحقق الاكتفاء الذاتي لإثيوبيا بحلول 2025، بحسب مصدر رسمي. وقال مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات إن المشروع “هو أكبر استثمار خارج المغرب”، مؤكدا أن “هدفنا هو تقليص تبعية إثيوبيا إزاء توريد الأسمدة”. وأوضح أن مشروع إنجاز المنصة المندمجة لإنتاج الأسمدة سيتطلب في المرحلة الأولى استثمارا بقيمة 2.4 مليار دولار بهدف إنتاج 2.5 مليون طن من الأسمدة سنويا بحلول 2020، وهو ما سيمكن إثيوبيا من تأمين اكتفائها الذاتي، مع إمكانية التصدير. ولفت التراب إلى أن هناك استثمارا إضافيا بقيمة 1.3 مليار دولار مرتقبا في أفق سنة 2025 من أجل بلوغ قدرة إنتاج إجمالية بقيمة 3.8 مليون طن من الأسمدة سنويا، من أجل دعم نمو الطلب المحلي. وتشكل الزراعة أحد أهم قطاعات الاقتصاد الإثيوبي وتسجل ارتفاعا بنسبة 7 بالمئة سنويا منذ عشر سنوات وتمثل قرابة 42 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي العام الماضي، بحسب الوكالة الزراعية الإثيوبية. واعتبر يونس بلفلاح، الباحث المغربي المختص في الاقتصاد السياسي، أن المجمع الصناعي لبنة أساسية في كيان الصناعة المغربية والتي تحاول الاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها أفريقيا. وقال بلفلاح في حديث لـ”العرب” إنه “تجسيد فعلي للشراكة الصناعية بين دول شرق أفريقيا مع إمكانية توسع المشروع على دول أخرى”. وبخصوص العائد من توطيد العلاقات مع إثيوبيا تنمويا واستثماريا على المغرب من خلال إنجاز منصة مندمجة لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا، أكد الباحث المغربي أن هذا المشروع سيجعل من المغرب منتجا للأسمدة ويغطي به حاجياته. وأشار إلى أن المشروع سيقلل من اعتماد المغرب على استيراد الأسمدة من طرف شركات أجنبية، كما سيتمكن من الاعتماد على هذه المادة لتطوير البنية التحتية والاستفادة منها في قطاع البناء والأشغال العامة. يونس بلفلاح: المجمع الجديد تجسيد للشراكة الصناعية بين المغرب ودول أفريقيا وفي إطار دعم الشراكة بين البلدين، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين اللجنة الإثيوبية للاستثمار وطنجة ميد- إس.أيه (تي.أم.إس.أيه)، وأخرى مع مجموعة “هولماركوم” المغربية والبنك المغربي للتجارة الخارجية. ووقعت اللجنة الإثيوبية للاستثمار كذلك اتفاقية مع مجموعة (أنوار إنفست غروب) والبنك المغربي للتجارة الخارجية “بنك أوف أفريكا”، فضلا عن اتفاقيات أخرى تتعلق بالنقل الجوي ومنع الازدواج الضريبي. وتم الاتفاق بين البلدين أيضا على إحداث مجلس ثنائي للأعمال بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والغرفة الإثيوبية للتجارة والجمعيات القطاعية. وأكد يونس بلفلاح أن هذا التقارب سيشكل فرصة هامة للمغرب من أجل تطوير علاقاته الاقتصادية مع الدول الأفريقية التي أصبحت تمثل العمق الاستراتيجي للعلاقات الخارجية المغربية، خاصة من خلال الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون التجاري. وعقد رجال أعمال مغاربة وإثيوبيين، للمرة الأولى، الجمعة الماضي، منتدى للتعاون التجاري والاستثماري، في العاصمة أديس أبابا. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية الإثيوبية، رقاسا كافلي، في كلمته خلال افتتاح المنتدى بأن بلاده “وضعت رؤية واضحة للاستثمار، من خلال خطة النمو الثانية التي ستفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات مع المغرب”، مؤكدا أن “إثيوبيا تتمتع بفرص استثمارية كبيرة”. وعدد المسؤول الإثيوبي المجالات التي يمكن لرجال الأعمال المغاربة العمل فيها، وعلى رأسها قطاعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والطاقة والتصنيع الزراعي، مشيرا إلى أن المنتدى سيكون فرصة جديدة لبناء العلاقات وتبادل الخبرات بين الجانبين. وفي كلمة لها خلال المنتدى، أكدت رئيسة الاتحاد العام للشركات المغربية، مريم بنصالح شقـرون، على استعـداد رجـال الأعمـال المغاربة والتزامهم بإقامة شراكة دائمة مع إثيوبيا في مجالات البنية التحتية، وتجهيز الأغذية والتعدين، وقطاعات الجلود والمنسوجات. وذكرت شقرون أن المغرب يتمتع بخبرة وتجربة في مختلف المجالات ولديه استعداد للمشاركة مع إثيوبيا، كما أشارت إلى أن المنتدى سيكون فرصة لبناء علاقات قوية مع إثيوبيا في المجال التجاري والاستثماري. :: اقرأ أيضاً المصارف الإسلامية تسير عكس التيار وتواصل نموها الجامح الصين تتحدى ترامب وتؤكد قيادتها لحرية التجارة العالمية تأخر الأمطار ينذر بتداعيات سلبية على مزارعي الزيتون في الأردن

مشاركة :