عين المغرب على "إكواس" لتكريس نفوذه الاقتصادي في أفريقيا بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عين المغرب على إكواس لتكريس نفوذه الاقتصادي في أفريقيافتحت العودة إلى الاتحاد الأفريقي شهية المغرب لتوسيع نفوذه الاقتصادي أكثر في القارة حيث كشف عن مساعيه للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس)، التي يعتقد محللون أنها ستكون إحدى بواباته لتعزيز نشاطه داخل أفريقيا.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/03/02، العدد: 10559، ص(11)]استراتيجية ثابتة للتعاون جنوب - جنوب أكد محللون أن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إكواس) سيكون مسألة وقت فقط، خاصة بعد الجولة الأفريقية التي بدأها العاهل المغربي منذ أشهر في القارة لفتح منافذ جديدة في أسواق القارة وتعزيز الاستثمارات في شتى المجالات. وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الملك محمد السادس لأفريقيا متطورة وبالاتجاه أكثر نحو بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وستمكن بالتالي من الدفع بالتنمية البشرية وإعطاء أفق للشباب الأفريقي إضافة إلى تعزيز مكانة المغرب من الناحية الاقتصادية. ورحبت إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا ورئيسة المجموعة بطلب المغرب، مؤكدة أن طلبه سيعرض على مجلس رؤساء دول المجموعة في اجتماعه المقبل. وقالت إن “دول المنطقة التي تربطها بالمغرب علاقات استراتيجية عبرت عن مواقف إيجابية من الطلب المغربي واعتبرت أن التحاقه سيكون قيمة مضافة حقيقية في منطقة يقوم فيها بدور تنموي أساسي”.بيتر فام: سيسهم المغرب في تعزيز العلاقات الاقتصادية حين يلتحق بمجموعة إكواس وكان المغرب قد طالب بالانضمام إلى المجموعة، الجمعة الماضي، في إطار جولة يقوم بها الملك محمد السادس لعدد من دول المنطقة، بحسب بيان للخارجية المغربية. وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، الاثنين الماضي في أبيدجان، إن “انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا سيجعل من هذا الفضاء إحدى المناطق الأكثر حيوية في القارة”. ويعد المغرب أول دولة خارج الدول التي أسست المجموعة، تطلب الانضمام إلى هذا التجمع الاقتصادي الإقليمي. وفي حال قبول طلبه سيكون البلد الوحيد المنتمي إلى جامعة الدول العربية ويوجد في هذه المنظمة الأفريقية. وأكد بوبكر سيي رئيس المنظمة الدولية للمهاجرين “أفق بلا حدود” أن المغرب بلد أساسي في الديمومة السوسيو اقتصادية للقارة وسيكون عضوا فاعلا في المجموعة وعنصرا أساسيا ومحفزا للرؤية الاستراتيجية على مستوى البنية الاقتصادية والمالية والاجتماعية. وقال بيتر فام نائب رئيس مجموعة التفكير الأميركية (أطلانتيك كاونسيل) إن “انضمام المغرب إلى إكواس سيضفي الطابع الرسمي على علاقة مثمرة ما فتئت تتعزز تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي قام بأكثر من عشرين زيارة في الأشهر القليلة الماضية”. وأوضح الخبير الأميركي أن المغرب يعد المستثمر الأول في هذا المجال الجغرافي، مشيرا إلى الاتفاق الذي وقعه المغرب مع نيجيريا لإنشاء خط أنابيب الغاز الذي يمر عبر الساحل الغربي الأفريقي، والذي ستستفيد منه بشكل رئيسي بلدان هذه المجموعة. وخلص فام، الذي يشغل منصب مدير أفريكا سانتر إلى أنه لعدة أسباب أخرى، يرى المغرب أنه من الأجدى الانضمام إلى المجموعة الأفريقية وسيسهم حتما في تعزيز العلاقات بينه وبين هذا الجزء من أفريقيا. وتضم هذه المجموعة الاقتصادية التي تأسست في عام 1978، 15 دولة هي البنين وبوركينا فاسو والرأس الأخضر والكوديفوار وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وسيراليون وتوغو. ويعد المغرب أكبر شريك أفريقي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على المستوى الاقتصادي، وكذا على مستوى مختلف الشركاء الموجودين اليوم في المنطقة.إلين جونسون سيرليف: انضمام المغرب إلى مجموعة إكواس سيكون قيمة مضافة حقيقية في المنطقة ويقول محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية إن المغرب كأول بلد أفريقي مستثمر في غرب أفريقيا سيتمكن بعد نيله للعضوية الكاملة بالمجموعة من التحرك بسهولة أكبر في هذا المجال والتفاوض على مصالحه في القارة من موقع أقوى وضمان كتلة داعمة. وأشار إلى أن الرباط ترغب، عبر الانضمام إلى إكواس، في جعل مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب مشروعا إقليميا، بالإضافة إلى تعزيز تواجدها عبر تطوير الاتفاقيات واستكشاف مجالات أخرى للتعاون. وكثف العاهل المغربي من تحركاته الاقتصادية في الآونة الماضية حيث كانت الكوديفوار، أحد أعضاء إكـواس، آخر محطاته في جولته الأفريقية التي انطلقـت بعد أسبوعين فقط من عـودة بـلاده إلى الاتحاد الأفريقي بعد 33 عاما على تعليق عضويته. وخلال الزيارة، أبرم وفا بنك، أحد أكبر البنوك المغربية، اتفاقيتين مع وزارة الدفاع الإيفوارية تتعلقان بالمشاركة في تمويل معسكرين جديدين للجيش وخط ائتمان لتمويل مشاريع إسكان لأفراد القوات المسلحة في الكوديفوار. وشأنه شأن الشركات المغربية الكبيرة الأخرى يتوسع التجاري وفا في أفريقيا حيث له فروع في تونس والكوديفوار والسنغال ومالي ودول أخرى إلى جانب فروعه في أوروبا. وقال البنك الذي تسيطر عليه الشركة الوطنية للاستثمار في بيان هذا الأسبوع إن “الاتفاقيتين سيحسنان من ظروف العمل والأوضـاع المعيشية لأفراد الجيش في الكوديفوار”. وأثمرت زيارة الملك محمد السادس لكل من غانا وغينيا وزامبيا ومالي والكوديفوار توقيع الحكومة المغربية 89 اتفاقية في عدة مجالات في مقدمتها قطاعات الزراعة والصناعة والقطاع المالي والإعمار.

مشاركة :