المغرب يعمل بشكل مستمر مع علماء ومؤسسات دول غرب أفريقيا والآن في شرقها على توطيد الخصوصية الدينية لتلك المنطقة والدفاع عن مميزاتها. العربمحمد بن امحمد العلوي [نُشرفي2016/10/29، العدد: 10439، ص(4)] المغرب حريص على نشر الإسلام المعتدل الرباط - يؤدي العاهل المغربي الملك محمد السادس جولة إلى شرق أفريقيا بدأها من رواندا مرورا بتنزانيا ليصل في ما بعد إلى إثيوبيا. وبحسب متابعين للشأن السياسي المغربي فإن الملك محمد السادس ركز خلال زيارته إلى كل من تنزانيا ورواندا على الجانب الديني حيث اصطحب معه في هذه الزيارة وفدا متنوع الاهتمامات من ضمنه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لما لهذا الموقع من أهمية داخل النظام المغربي المؤسس على فكرة إمارة المؤمنين. وكان غيسيما كاغو، نائب عميد كلية القانون الخاص في باماكو، قد أكد أن للمملكة المغربية تأثيرا متزايدا على العديد من بلدان الساحل والصحراء من خلال العلاقات الدينية المشتركة، فالأفارقة يعترفون لمحمد السادس بهذا الرصيد الرمزي وكثيرا ما عبّر البعض من المسلمين المتمسكين بديانتهم في السنغال وفي مالي عن تعلقهم الرمزي بملك المغرب. ويرى مراقبون أن مشروع المغرب الروحي داخل أفريقيا بجناحيها الغربي والشرقي جدير بالاهتمام ويصبو إلى قطع الطريق على أي اهتزازات وإخلالات بنيوية تهز الثقافة الدينية المعتدلة داخل تلك المنطقة التي يمكن أن تؤثر عليها الجماعات المتطرفة. وأشرف الملك محمد السادس، الثلاثاء بحضور الوزير الأول التنزاني قاسم ماجاليوا على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مسجد جديد بدار السلام، أطلق عليه اسم “مسجد محمد السادس”. والمملكة المغربية حسب وجهة نظر غيسيما كاغو، تقدم إلى العالم إسلاما معتدلا وهو ما يعطي إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية فرصا للتعاون مع غيرها من الدول الإسلامية في أفريقيا من خلال تدبير الشؤون الدينية. وثبت لمجموعة من الدوائر الصانعة للقرار الدولي أنه يمكن للمغرب أن يلعب أدوارا طلائعية بدول غرب وشرق أفريقيا باعتبار المشترك الديني والمذهبي والصوفي لوجود الإسلام السني المالكي إضافة إلى ما تمثله إمارة المؤمنين من مرتكز روحي وسياسي قوي ومتميز تفتقر إليه دول أخرى تحاول مد نفوذها داخل دول المنطقة. ويعمل المغرب بشكل مستمر مع علماء ومؤسسات دول غرب أفريقيا والآن في شرقها على توطيد الخصوصية الدينية لتلك المنطقة والدفاع عن مميزاتها التي دامت أكثر من 800 سنة رغم كل الظروف المعاكسة، فالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف على طريقة الجنيد، شكلت كلها حصنا قويا ضد تفكك أواصر الرابطة الروحية بين دول تلك المنطقة والمملكة المغربية ما يشجع على استمرارها وتطويرها. والبعد الروحي ليس طارئا على علاقات المغرب والمنطقة الأفريقية فجذوره ضاربة في عمق التاريخ، واستدعاؤه الآن ليس مناورة سياسية أو استغلالا براغماتيا مؤقتا. بل يدخل في صلب المكونات الأساسية للدبلوماسية الملكية المرتكزة أساسا على قوة مؤسسة إمارة المؤمنين في المغرب ورؤية عميقة وواقعية للتوازنات الدولية واستشراف مستقبل ينهل من القيم المشتركة لترسيخ الأمن والاستقرار والوحدة والتعاون. وتسير العلاقات المغربية الأفريقية في منحى تصاعدي وتطور مستمر ولا ترتهن إلى خطط البعض من القوى الإقليمية والدولية ومحاولاتها الحثيثة لتفتيت المنطقة وإبقائها رهينة في يد تهديدات الإرهاب والتطرف والفساد والفقر والانفصال. :: اقرأ أيضاً هجوم وشيك على تلعفر لتأمين طريق إيران إلى سوريا تفاؤل سوري: تحييد السعودية دون التحالف مع مصر قمة فلسطينية في الدوحة لمواجهة دحلان المعارضة السورية تطلق ملحمة حلب الكبرى
مشاركة :