لندن ـ اتخذت إيران ما قالت وسائل إعلامها إنها الخطوة الأولى لإحداث معمل لتجميع السيارات في الجزائر، في مؤشر واضح على أن السلطات الجزائرية تتعمد عدم التحرك لمواجهة مخاطر التشيع المتنامي في البلاد رغم كل التحذيرات الشعبية منه. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن شركة جوينت فينتشر (آيكو الجزائر) قد انتهت من إرسال معدات خط إنتاج سيارات آيكو إلى الجزائر. وقال يكه زارع الرئيس التنفيذي لشركة آيكو متحدثا مراحل تنفيذ مشروع إنشاء خط تجميع السيارات في الجزائر: في أوائل هذا العام، قمنا بتوقيع اتفاقية لتصدير المنتجات وإنشاء معمل لتجميع السيارات في الجزائر مع شركة فاموفال. وأضاف "سيكون استثمار شركة آيكو على شكل تجهيز لخطوط الإنتاج وتقديم الخدمات الفنية والهندسية". ويقول مراقبون إن هذا التعاون الاقتصادي المتقدم بين البلدين يكشف عن أن ما بات يصفه أغلب الجزائريين بالتغلغل الإيراني المريب داخل النسيج الاجتماعي والديني بالجزائر لم يكن نتيجة لمساع إيرانية خافية عن السلطات الجزائرية بوساطة بعض المواطنين المتشيعين والذين يهدفون إلى نشر التشيع في البلاد، وإنما يتم على مرأى ومسمع من السلطات الرسمية وبتشجيع منها، وإن هذا الانفتاح على إيران في واحد من أهم قطاعاتها الصناعية هو دليل واضح على أن النظام الجزائري لم تعد تعنيه مخاوف الأغلبية الساحقة من الجزائريين الذين يحذرون من أن التشيع الصفوي بات يجد الطريق معبدة لنشر مذهبه تحت عناوين متعددة ومنها التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأعرب السفير الجزائري لدى طهران عن استعداده لتوطيد العلاقات بين إيران والجزائر مؤكدا على الثقافة المشتركة بين البلدين، ومعتبراً أن العقد خطوة على صعيد توسيع العلاقات الاقتصادية وقال: إن تنفيذ هذا العقد سيلعب دوراً هاماً في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين البلدين. وقال محمد رحمون المدير العام لمجموعة فاموفال الصناعية الجزائرية "قامت الكثير من الشركات الأجنبية بالاستثمار في الجزائر، ونحن بوصفنا الوكيل الحصري لماركة آيكو، نريد أن نكون الماركة الثالثة في السوق الجزائري بعد رينو وهيونداي". وأكد رحمون أن الحصول علي المركز الأول في سوق التصدير في المنطقة والدول المجاورة للجزائر هو من أهدافنا. وأضاف "تقضي الخطة التي تم الاتفاق عليها بإنتاج 8 آلاف سيارة دنا بنسبة تصنيع محلي تبلغ 5% في العام 2017 وزيادة هذا العدد إلى 25 ألف سيارة عام 2020 بنسبة تصنيع محلي تصل إلى 40%. وتسارع نسق التقارب الجزائري الإيراني على نحو غير مسبوق بعد أن وجدت الجزائر نفسها في خندق واحد مع إيران في التعاطي مع القضايا الإقليمية وخاصة في موضوعات مثل الموقف من سوريا. ويقول محللون إن النظام الجزائري الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تراجع أسعار النفط ومن ازمة حكم صامتة تتعلق أساسا بخلافة وأيضا من ازمة علاقات إقليمية ودولية وجد نفسه أمام خيار التقارب مع ايران رغم المحاذير الشعبية من مثل هذا التقارب. وتعاني الجزائر عزلة إقليمية بسبب موقفها العدائي من المغرب وبسبب موقفها من الملف السوري الذي أثار غضب أهم القوى الخليجية وخاصة السعودية. وثمة من المراقبين من يذهب للاعتقاد بأن هذا الانفتاح الجزائري غير المسبوق على ايران هو محاولة لإغاظة الطرف السعودي خاصة بسبب تحرك الرياض ومعها عدد من الدول الخليجية للاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمغرب وإعلانها عن استعدادها لإنجاز مشاريع استثمارية بروس أموال ضخمة هناك. ويصف المراقبون الانفتاح الاقتصادي الجزائري على ايران بقصير النظر وبكونه لا يعتمد على حسابات دقيقة إذ أن منتجات السيارات الإيرانية لا تملك حظا للمنافسة في المنطقة مع باقي ماركات السيارات الأخرى كما ان هذه السيارات يمكن ان تواجه مقاطعة داخلية نظرا للموقف السياسي والديني المعارض لأي شكل من أشكال العلاقات المريبة مع ايران هذا زيادة على استمرار الإدارة الأميركية الجديدة في تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران ما سيجع أي تعاون اقتصادي بلا جدوى تذكر.
مشاركة :