--> بهدوء ودون ضجيج رحل عن الدنيا مثلما أتى أحد أركان السد العالي وأستاذ الدفاع في الكرة السعودية وأحد من يحفظ التاريخ أن الكرة السعودية اعتلت إلى العالمية بتعبهم ومجهودهم وعطائهم ! سنوات طويلة كان محمد الخليوي صامتاً حتى وهو يتلقى النكران والجحود من الجميع لم يشتك ولم يخرج بالإعلام او تحدث للآخرين أو تسول منهم حتى وهو في أمس الحاجة كونه عائلا على أسرة كبيرة وهو المسئول عنهم كانت عزة نفسه وكرامته وأنفته أكبر بكثير من أن يطالب بحقوقه كلاعب خدم الكرة السعودية كثيراً وكان أحد الذين كُتبت أسماؤهم في سجلات الذهب عندما تأهلت الكرة السعودية على أيديهم إلى مونديال أمريكا قبل عشرين عاما وبعدها امتدت الإنجازات التي حققها الخليوي وزملاؤه في ذلك العقد الذهبي إلى تحقيق كأس الخليج (العقدة) لأول مرة في الامارات كون هذه البطولة استعصت كثيراً على منتخبنا الوطني وبعدها حقق الخليوي كأس آسيا أيضاً في الامارات وبعدها حقق الخليوي مع المنتخب إنجازا جديدا وهو التأهل إلى كأس العالم في فرنسا للمرة الثانية على التوالي ربما هذه من أهم المحطات الجميلة التي يتذكرها له الرياضيون على مستوى المنتخب أما على مستوى ناديه فللأسف عاش الخليوي أجمل أيام العميد حقق معه العديد من البطولات وكان عنصرا مؤثرا في تحقيق الثلاثية والرباعية التاريخية وكان من أهم أركان الاتحاد في تحقيق البطولات التي توالت بشكل كبير في مسيرة فريقه قبل أن ينتقل إلى الأهلي في صفقة كانت حديث الوسط الرياضي في حينها ولكن التوفيق لم يحالفه فرحل بصمت دون أن يشعر به أحد (مثلما هي عادته) إلى فريق أحد في المدينة ! هذا هو الخليوي الذي ظل صامتا ولم يطالب بانصافه كلاعب عاش الاتحاد معه أجمل الذكريات الغريب في الأمر أنه حتى حفل اعتزاله كانت هناك أشياء صامتة وبدا الحفل وكأنه ناقص من شئ ما هذا الشعور انتابني وشعرت بغصة لماذا نحن في هذا الوطن المعطاء لا نكرم الأشخاص الا بعد وفاتهم كتخليد لذكراهم أو لإعطاء الراحل حق له علينا لماذا نحن لا نتعلم من أخطائنا المتكررة في هذا الأمر ! لماذا الأندية لا تعطي اللاعبين حقوقهم وتتبناهم قبل الاعتزال وبعده لماذا ولماذا أشياء كثيرة أتمنى ألا نعود مرة أخرى إليها والشعور بالتقصير تجاه اللاعبين الذين خدموا وضحوا وقدموا لوطنهم انجازات تاريخية يصعب على الجيل الحالي تحقيقها ! للأسف نحن نشعر بأن هناك رجالا يستحقون التكريم ولكننا نترك قدرهم يأخذهم ليبعدهم عنا وبعدها نشعر بعقدة الذنب تجاه التقصير الذي طاله منا. هناك العديد من الشخصيات والقامات الكبيرة التي لم تكرم الا بعد وفاتها وكان محمد الخليوي آخر تلك الأسماء ! ليظل السؤال المطروح لماذا لا نكرمهم أحياء !! لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال القراءات: 1
مشاركة :