تتطور الأحداث ، في اليمن ، بشكل يومي ، نحو الأسوأ ، وليس من الواضح الى أين تتجه الأمور . هل إلى مزيد من القتال وإسالة الدماء أم إلى وقفة تأمل ووقف الحرب الأهلية والبحث عن سبيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وقوات التحالف العربي . وأثار إعلان كيري تساؤلات عدة حول توقيته والأطراف التي قال إنها وافقت عليه .. فقوات التحالف ليست الطرف الرئيسي في الحرب الأهلية اليمنية القائمة ، كما أنه ليس من الواضح كيف تم ( التوافق ) على تشكيل حكومة شراكة وطنية قبل نهاية السنة ، بينما لم تشارك الحكومة اليمنية فيما كان يدور في عمان حيث تواجد كيري لبحث هذا الأمر . وقال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليمن ، عبد الملك المخلافي ، في حديث له مع جريدة ( الحياة ) إن ما صرح به كيري لا يعني الحكومة اليمنية لأن التحالف العربي ليس طرفاً في المشكلة اليمنية وإنما جاء إسناداً للحكومة الشرعية . ورغماً عن أن كيري أوضح بعد ذلك أن الحوثيين وافقوا على « الالتزام ببنود اتفاق العاشر من أبريل لوقف الاقتتال ( كان يشير الى وقف لإطلاق النار تم التفاهم عليه بين الأطراف اليمنية في إبريل الماضي خلال محادثات السلام اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة) وأن التحالف العربي وافق على العمل من أجل المضي قدماً « .. إلا أن معارضة الحكومة اليمنية العلنية للاتفاق لم تتوقف . بعض الأصوات التي تعارض المبادرة الأممية تدعي أن الحوثيين سيكونون المستفيد الأول منها ، وأنهم ، مع علي صالح ، سيخرجون منتصرين . وهذا تصوير مبالغ فيه ، إلا إذا تصرف الطرف اليمني الآخر تصرف المهزومين .. فالحوثي احتل صنعاء وانطلق يحتل ويخرب المدن اليمنية حتى وصل مدينة عدن في أقصى الجنوب حين جاء التحالف العربي وأوقف تمددهم ثم ساعد على تحرير مساحات واسعة من اليمن وأعاد الاعتبار للحكومة الشرعية على الأرض اليمنية .. الحكومة اليمنية تحدثت دائماً عن عدم اعتراضها على إشراك الحوثيين في حكومة قادمة باليمن ، إلا أنها اعترضت على ذلك عندما أعلن وقف إطلاق النار الأخير ( من الواضح أن الحوثيين لا يلتزمون به ) . ولذا فإن على من يعترض على إشراك الحوثيين في حل المعضلة اليمنية أن يوضحوا كيف سيتم التعامل معهم بعد أن لم تتمكن التركيبة الحكومية الحالية من استخدام عاصفة الحزم في تحقيق ما يرغبون تحقيقه خلال الفترة الماضية . المبادرة الأممية تقتضي إقامة حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون ، وأن يقوموا بإخلاء المدن التي يسيطرون عليها ( صنعاء ، تعز ، الحديدة ، ) وتسليم السلاح الثقيل .. ولازال مطلوباً معرفة ما الذي يدخل ضمن تعريف السلاح الثقيل ، ومن هي الجهة التي سيتم تسليم السلاح إليها ، ومن هو نائب الرئيس التوافقي ومن هي الأطراف التي توافق عليه ، ومن سيضع الدستور الجديد ؟ وماهي آليات اختيار من سيعد الدستور وكيف سيتم تشكيل الحكومة القادمة ؟ وهكذا ! فهل يجلس اليمنيون على طاولة حوار أم يواصلون الحرب والاختلاف ؟ adnanksalah@yahoo.com
مشاركة :