أصيب الإعلام الأميركي ، ومعه البريطاني ، بصدمة لم يتمكن من تجاوزها حتى الآن منذ أن نجح دونالد ترمب بالفوز بالرئاسة الأميركية . إذ من الواضح أن النظام العالمي القائم ، والذي شارك الساسة والإعلاميون والعسكريون ورجال المال في إقامته وتطويره منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية مهدد الآن بفريق يتجمع تحت مظلة الرئيس المنتخب الجديد ويرغب في إدخال تعديلات على النظام العالمي تؤدي لإحلاله بنظام جديد لم تظهر معالمه ، وإن كان الكثيرون يحاولون التنبؤ بمساوئه . نجاح دونالد ترمب كان مفاجأة للجميع تقريباً واتضح أن قوى متعددة ، من خارج الإطار السياسي الأميركي المعتاد ، ساهمت فيه وتحاول أن تخدم أجندتها الآن عبر الرئيس الذي ساهمت في إيصاله للرئاسة ، وهي جماعات متنوعة الأهداف ، أكانت عسكريين غير راضين عن أسلوب ممارسة أميركا لسلطاتها عالمياً ، أو رجال أعمال متذمرين من أنظمة وقوانين بما فيها المتعلقه بالتغير المناخي ، الذي يرون الحديث عنه مبالغاً فيه ، أو محافظين يرون أن القيم العائلية تتهاوى أمام هجمة الأنظمة المطبقة التي تتيح للشواذ والمثليين حقوقاً بما فيها الزواج ، أو جهود الحكومة الأميركية لدفع أمين عام الأمم المتحدة لتعيين نائب له لحقوق الشواذ والمثليين عالمياً .. وكل هذه وغيرها مجرد أفكار وتوقعات من الآخرين وستواجه حرباً عنيفة ضد إدارة ترمب القادمة متى حاولت تحقيق رغبات الجماعات التي أوصلتها للبيت الأبيض ، وقد تودي بهذه الإدارة إن لم يحسن الترامبويون التعامل معها بمهارة عالية .. وفي كل الأحوال ستكون هناك حرب داخلية أميركية من نوع أو آخر خلال الأربع سنوات القادمة . وفي هذا المجال حظي العرب باهتمام من قبل الإدارة الانتقالية لترمب ، وتولى- كما تسرب في بعض وسائل الإعلام - اللبناني الأميركي وليد فارس ، الذي وصف بأنه مستشار شئون السياسة الخارجية للرئيس المنتخب خلال حملته الإنتخابية ، تولى إيصال رسائل ، غير رسمية ، بشكل تحليل شخصي ، عن بعض السياسات المتوقعة بالنسبة للشرق الأوسط . وحسب تقرير صحفي فإنه التقى في مقر سفارة جامعة الدول العربية بواشنطن . بجمع ضم دبلوماسيين عرباً من ست عشرة دولة . ووصف التقرير الصحفي اللقاء بأنه ( سري غير معلن ) ، ومن الصعب ، طبعاً ،إبقاء لقاء مع هذا العدد من الحاضرين سرياً ، إلا أنه يبقى غير رسمي ، وإن حرص عدد كبير من الدبلوماسيين العرب على حضوره . ومما نقل عن وليد فارس أن إدارة ترمب ستبذل جهودها لوقف الزحف الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، وستعمل على بناء الثقة في العلاقات الأميركيه - الخليجية . وتوثيق الصلات مابين القاهرة وواشنطن . وأن الإدارة الجديدة مصممة على حماية الممرات المائية ، التي يهددها الإيرانيون في كل من مضيقي هرمز عند مدخل الخليج العربي وباب المندب عند مدخل البحر الأحمر ، وقال إن الإدارة الجديدة سوف تواجه ، عند وصولها للبيت الأبيض ، أربعة حروب حامية الوطيس ، في ليبيا وسوريا والعراق واليمن ، بالإضافة الى أزمات تتطلب قرارات حاسمة بما فيها داعش والعلاقة مع روسيا فيما يتعلق بالشرق الأوسط ، والاتفاق النووي الإيراني ، وإعادة الشراكة مع مصر والخليج ولها سياساتها الخاصة في كل من هذه القضايا . adnanksalah@yahoo.com
مشاركة :