تمثل المبادرات الوطنية بادرة متميزة ويسهم ولاة أمرنا في بلادنا الحبيبة برعاية هذه المبادرات التي تشكل واجهة مشرقة لتكريم الرواد والمبدعين في كل المجالات، وتعكس المشاركة الفعلية والمسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال في وطني بدورهم في ذلك مما يعكس بالغ الأثر الايجابي في نفوس الأجيال التي قدمت للوطن الكثير والكثير من الابداعات في كل المجالات. وأنوه هنا بالمبادرة الوطنية الرائعة المميزة التي انطلقت نواتها من المنطقة الشرقية التي كرمت رواد الرياضة وعممت المبادرة لتكون بشكل سنوي، وقد رعاها أمير المنطقة سمو الأمير سعود بن نايف وشجعها ودعمها وبارك جهود أصحاب فكرتها.. وما أجملها من فكرة عندما تيقن نخبة من رجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية أن يكرموا رواد الرياضة بعد موافقة إمارة المنطقة قبل ثلاث سنوات في المنطقة الشرقية لتعمم الفكرة سنويا، وستقام في أكتوبر القادم كبادرة أتمنى ان تعمم على جميع مناطق المملكة، وقد عكست المبادرة العمل الدؤوب للجان من خلال احتضان الفكرة من الشيخ عبدالعزيز التركي وتنفيذها من قبل الدكتور سامر الحماد وتكوين لجنة تاسيسية وأخرى تنفيذية عاملة من عدد من الشخصيات البارزة لتقدم عملا احترافيا ومؤسساتيا لتكريم الرواد مما حول الفكرة إلى منظومة عمل وتوثيق حقيقي للتاريخ، وتكريس الوفاء في أبهى وأجمل صورة، وقد عملت اللجان بإستراتيجية حيث كونت مجموعة من كل محافظات المنطقة لتكون شمولية لكل الرياضات والرياضيين وفي كل الحقب الزمنية منذ الستينات وما قبلها، والقيام بعمل منظم من خلال وجود مرشحين من أصحاب الاختصاص ومجموعة من كل المحافظات، وهو الأمر الذي حول المبادرة إلى «ريادة في العمل « و»انطلاقة وفاء خالدة « تظل انموذجا للتكريم ومثالا للاحتفال بالعطاء وأهله. ما أود التركيز عليه أن مثل هذه المبادرات تعكس التكريم الحقيقي وفي إطاره السليم فهنالك العديد من الرياضيين وغيرهم ممن خدموا الوطن وقدموا الكثير ولابد من مقابلة الجهد بالوفاء لهم وأتمنى ان تحذو المناطق الاخرى نفس الحذو في ذلك، وأن تعزز هذه المبادرة التي ولدت ونمت وتسارعت في الازدهار بفعل العمل الحقيقي والتعاون المشترك في الأداء، وأيضا وجود فرق عمل تخصصية في انجاز العمل مما جعلها تنجح منذ الوهلة الأولى حتى تشمل فروعا أخرى غير الرياضة: مثل تكريم الاطباء والمهندسين والقانونيين والمثقفين والادباء والمعلمين والدبلوماسيين وغيرهم ممنا ضحوا بالعديد من الامور على حساب صحتهم وأسرهم في زمن كانت الظروف صعبة والعمل شاق والمسؤولية في بداياتها. وأرى أن يشارك رجال الأعمال في المناطق الأخرى بالدعم في مبادرات مماثلة؛ فالوفاء أمر حث عليه الإسلام ومن أنبل الصفات ومن الأخلاق الجميلة التي تعزز التعاون المجتمعي وتكريم أصحاب العمل والثناء على المميزين ممن وضعوا بصماتهم في أعمالهم وفي مسؤولياتهم ومشاركاتهم والتي انعكست على نماء الوطن وتنمية الإنسان.
مشاركة :