يزخر وطني الحبيب بالعديد من القامات الوطنية الكبيرة التي قدمت الكثير، بعضهم لا يزال يُقدِّم رغم خروجه من بوابات العمل، فانشغل بالتأليف أو المشاركة بالعمل في مؤسسات المجتمع المدني، أو بالمساهمة في مشروعات الوطن بالفكر والمشورة، وآخرون لا يزالون يعملون، حتى وإن تقدَّم ببعضهم السن، فلا يزال العطاء سمتهم والمهنية منهجهم وحب الوطن عنوانًا للكثير من تفاصيل حياتهم. يقدم للوطن بشكل سنوي عشرات العلماء والعالمات ممن أبهروا العالم بكفاءتهم واختراعاتهم ومشاركاتهم صفق لهم العالم طويلًا، بينما لا يزالون يستجدون لفتة حتى وإن كانت بدعم معنوي لعرض ما قدموه، للأسف أحيانًا لا يأتي التكريم إلا بعد الموت، أو في وقت لا يُجدي نفعًا مع مبررات التأخير، وفي حين لا يتواكب مع ما قدمته كل الكفاءات الوطنية والقامات التي ملأت الأرجاء بعلمها، وتركت أثرًا جميلًا، ونفعًا كبيرًا للوطن، وبعضهم للإنسانية جمعاء. التكريم من صفات الإسلام وسمات الكبار، وهو تشجيع يليق بكل من كان له دوره وجهده في رسم طريق من العلم أو المعرفة والعطاء القيّم، الذي كان له بالغ الأثر في خدمة الإسلام والوطن، وفي تقديم منفعة للبشرية في كل المجالات بمختلف أنواعها وأصنافها. هنالك جوائز تقدم، وهي خطوات مباركة، وبعضها يشمل كل العالم، وأخرى تقدم لفئاتٍ معيَّنة، ولكن الدور أكبر في مبادرات وطنية متنوعة تتبنَّاها مؤسسات المجتمع المدني، أو رجال الأعمال أو الوزارات، تضع في الحسبان أن يتم تخصيص تكريم حقيقي وتكريس هذا المفهوم في المجتمع على أن تكون متخصصة ومنوّعة، لتُشكِّل كل من عمل وكل من أعطى وقدم الكثير كعربون وفاء لما قدّمه، وكبادرة تشجيع تدفعه إلى أداء المزيد، وإلى خلق العديد من النجاحات، وإلى إنتاج المزيد من العطاءات في تخصصه وعمله وفكره. على الوزارات أن تُكرِّم المتميزين من المبتعثين والمبتعثات الذين أبهروا العالم بابتكاراتهم، وأن يخرج هذا التكريم للملأ من خلال توثيقه ونشره على نطاقٍ واسع، حتى نشيع هذه الثقافة المميزة، وعلى الجامعات أيضًا أن تُكرِّم المنتسبين إليها ممن حصدوا النجاحات، والأمر يشمل كل القطاعات الحكومية بمختلف أنواعها ممن كان من منسوبيهم متميزًا وعالمًا ومفكرًا، وقدَّم عملًا يُشار إليه بالبنان. وعلى رجال الأعمال أن يدعموا مثل هذه المبادرات القيّمة التي تعكس الاحتفاء بالعلم وأهله، وبالثقافة ورجالها، وأن نرى مبادرات وطنية لتكريم القامات، فهنالك مَن رحل ولم يحظَ بذلك، وآخرون كُرّموا خارجيًا، وتم تجاهلهم في الداخل، ونوع أخير يعملون كجنود مجهولين، ويرسمون ملامح عطاء متميزة، وهم تحت طائلة النسيان. إن القامات في وطني باختلاف تخصصاتها وعطاءاتها وحتى أعمارها بحاجة إلى لفتة حانية للتكريم الحقيقي، الذي سيبث روح التشجيع ويرفع معدلات العطاء، ويعكس لدينا قيمة وطنية هامة من التشجيع والدعم. sbt@altayar.info
مشاركة :