هيكلة وزارية طموحة وهو ما عودتنا عليه قيادتنا في إطار تجديد الدماء ونقل العطاء إلى مستويات متقدمة إضافة إلى تحرك فعلي في مكافحة الفساد ونتأمل أن تفتح ملفات كثيرة في هذا الإطار والتي بدات من خلال محاسبة وزير الخدمة المدنية السابق. في ظل القرارات الأخيرة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فإن الأجهزة الرقابية على عهد جديد من المراقبة والمحاسبة والمتابعة، فالفساد قد عطل العديد من ملفات التنمية وعرقل المشاريع وبدد الأموال واستغل الموارد. وأتمنى أن يبدأ الوزراء والمسؤولون المعينون في القرارات الأخيرة بدراسة الملفات العالقة في وزارتهم، وأن يكونوا قريبين من المواطن مستمتعين لشكاواهم من الميدان ومن عمق احتياجاتهم لا أن يتابعوا الأمور من مكاتبهم، وهو الأمر الذي شكل مع الفساد عاملين سلبيين في تعطيل مصالح الوطن والمواطن. من المهم جداً ارتفاع مستوى الحس القيادي والوطني ومقومات النزاهة والشفافية لأي مسؤول حتى تنتقل هذه الثقافة بين كل القياديين وتشكل ثقافة متميزة ويلمسها المواطن الذي سيتشرب منها اليقين بإنجاز معاملاته وعدم الخوف من الدخول في البيروقراطية أو الاهمال. ثقافة المواطن في مسائل الفساد لا تقل أهمية وقد دابت الوزارات منذ فترة وهو أمر حيوي إلى توفير خطوط ساخنة للبلاغات الأمر الذي اسهم في تقليص مساحات الفساد ووأد العديد من السلبيات ورفع مستوى الحس الوطني لكل مواطن غيور على وطنه وعلى مقدراته ولكل نفس ترفض الفساد وتمنع طهور أي استغلال لموارد البلد أو انتهاك القوانين أو مصادرة للأنظمة. إن وجود ذلك وتكثيف الرقابة على كل مناحي الفساد المتوقعة ستضعنا أمام فجر جديد من الشفافية والنزاهة والموضوعية لمحاربة هذا الداء بكل صوره وليكن الوزراء أول من يتابعوا قضايا الفساد في وزاراتهم وبشكل مكثف ودقيق لأنه قد يكون هنالك فساد يتوارى خلف المعاملات المنجزة أو الأوراق التي تنتظر التوقيع على الوزراء سواء المعينون حديثا أو حتى السابقون ان يستفيدوا من القرارات الأخيرة في منهجية مكافحة الفساد وأن يدرسوا جيدا مطالب المواطنين ومتطلبات المستقبل والتي يتطلع اليها المجتمع ومسح الصور الخاطئة لدى المجتمع المرتبطة بالوزارة الفلانية أو الأخرى من حيث الأخطاء عليهم ان يدققوا في الرقابة وان تكون من أبرز أوجه العمل التنموي ومن أهم خطط المستقبل ومن المهم جدا ان ينزل المسؤول للميدان ليسمع شكاوى المواطنين والمستفيدين وأن يلامس احتياجاتهم ومتطلباتهم واقتراحاتهم فهم الصوت الصادق والمحك الحقيقي لانعكاس العمل ومعدلات الرضا نحن أمام منهج قويم لمكافحة الفساد وثقافة يجب توظيفها لتكون شاملة منتشرة بين المواطنين. ترفع الوعي وتزيد الرقي في مواجهة داء الفساد وليبدأ المسؤولون بأنفسهم حتى نرى تعاونا فعليا وتحقيقا واقعيا لتوجهات الدولة وأمنيات المواطنين.
مشاركة :