بغداد – (رويترز): حشدت الفصائل الشيعية العراقية مقاتليها أمس الاثنين لقطع ما تبقى من طرق الامدادات للموصل اخر معقل كبير لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق مع اقترابها من طريق يربط المناطق السورية والعراقية في دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم. وبعد ستة أسابيع من بدء عملية الموصل المدعومة من الولايات المتحدة يحارب التنظيم المتشدد في منطقة تلعفر على بعد 60 كيلومترا إلى الغرب ضد تحالف الفصائل الشيعية المعروف باسم الحشد الشعبي والمدعوم من إيران. ومن شأن قطع الطريق الغربي إلى تلعفر أن يعزل الموصل حيث تحاصر القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية المدينة بالفعل من الشمال والجنوب والشرق. واخترق جهاز مكافحة الإرهاب الذي دربته الولايات المتحدة دفاعات الدولة الإسلامية في نهاية أكتوبر ويحارب لتوسيع نطاق الاراضي التي سيطر عليها في الجانب الشرقي من الموصل. وقال سائق شاحنة ان الطريق إلى تلعفر لم يعد آمنا. وكان السائق قد استخدم الطريق قبل يومين لإدخال الخضر والفاكهة من الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا. وذكر أنه شاهد ثلاث شاحنات على الطريق فيما استعر القتال في الجوار. وقال لرويترز عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه لأن المتشددين يقتلون كل من يضبط بالتواصل مع العالم الخارجي: «هذه هي المرة الأخيرة التي أقود فيها على هذا الطريق. سيتم قطعه». وقال متحدث باسم الحشد الشعبي مطلع الاسبوع ان مقاتلي الحشد يتقدمون بالفعل على الطريق السريع الرئيسي في اطار عمليات لعزل الموصل. وقال مراسل لرويترز ان الفصائل تحشد مقاتليها لاستكمال حصار تلعفر. وأفاد بيان عسكري نشر مساء الاحد بأن القوات الجوية العراقية التي تدعم الحشد الشعبي في معركته قرب تلعفر نفذت ضربات جوية أسفرت عن مقتل 15 متشددا بينهم مجموعة كانت تختبئ في نفق قرب قاعدة تلعفر الجوية. وقد يجتذب الهجوم على تلعف ر تركيا التي تخشى من سيطرة إيران على بلدة تسكنها أغلبية من التركمان والسنة والشيعة وتقع بالقرب من الحدود السورية والتركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن أنقرة سترد إذا سببت الفصائل «رعبا» في تلعفر. وحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تهدئة المخاوف من أعمال قتل عرقية وطائفية في تلعفر قائلا ان أي قوة سترسل لاستعادة السيطرة عليها ستكون انعكاسا للتنوع في البلدة. وتتحول عملية الموصل إلى أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين في 2003. ويقدر الجيش العراقي أن عدد المتشددين في الموصل يتراوح بين خمسة آلاف وستة آلاف مقاتل في مواجهة تحالف يضم 100 ألف فرد من وحدات القوات الحكومية العراقية ومقاتلي البشمركة والفصائل الشيعية. ويرابط المتشددون بين أكثر من مليون مدني كأسلوب دفاعي لمنع وقوع الضربات. ويتحركون في المدينة من خلال أنفاق ويرسلون انتحاريين يقودون سيارات ملغومة لمهاجمة القوات المتقدمة ويستهدفونها بالقناصة ونيران المورتر.
مشاركة :