تونس تحتفل بذكرى الاستقلال في ظل تهديدات باغتيال قيادات سياسية

  • 3/21/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تونس: المنجي السعيداني أحيت تونس الذكرى الـ58 لاستقلالها عن فرنسا بحضور الرؤساء الثلاثة المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية والمهدي جمعة رئيس الحكومة ومصطفي بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان). وطغت على الاحتفالات لغة التهديد بالقتل التي توجهت إلى عدة قيادات سياسية وأربكت البرامج الاحتفالية، إضافة إلى حملات تشكيك في مشروع الحبيب بورقيبة المتعلق بتحديث تونس وإرساء دعائم الجمهورية. وأشار المرزوقي في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى أن الاستقلال «فرصة لاستحضار ذكرى ودور شخصيات تونسية فذة مثل بورقيبة والمنصف باي وفرحات حشاد والهادي شاكر وصالح بن يوسف». وقال إن الثورة التونسية كانت «ثورة دون أدنى دعم من أي طرف أجنبي». وذكر برفض تونس لكل أشكال العنف والتعصب الديني والسياسي. وأصدر المرزوقي احتفالا بهذه المناسبة عفوا عن 1886 سجينا تونسيا، وقالت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها إن القائمة لا تشمل أي متهم بجرائم إرهابية. على صعيد متصل، صرح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لإحدى الصحف التونسية بالقول «لا فائدة ترجى من الالتفات إلى الماضي عدا ما يسمح بأخذ العبرة من الأخطاء وتنظيف الجروح ومنع النكوص إلى عهود الاستبداد والقمع والديكتاتورية». وبشأن التهديد بالاغتيال، أعلن محسن مرزوق القيادي في حركة نداء تونس عن تلقي الحزب تحذيرا من وزارة الداخلية بمحاولة اغتيال رئيس الحركة الباجي قائد السبسي خلال غمرة الاحتفالات بالاستقلال. وقال مرزوق لـ«الشرق الأوسط» إن الباجي ألغى كل ارتباطاته والتزاماته السياسية فيما وفرت له الداخلية حماية أمنية مكثفة وألزمته بالبقاء في منزله طوال يوم الاستقلال حفاظا على حياته. وأشار مرزوق إلى أن الجهة التي قدمت المعلومات حول تهديد باغتيال الباجي هي نفسها التي قدمت معلومات قبل 14 يوما من اغتيال محمد البراهمي في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) الماضي، في إشارة إلى المخابرات الأميركية. في نفس السياق، حذرت وزارة الداخلية كذلك حمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية (تحالف سياسي يضم 12 حزبا يساريا وقوميا) من مخطط جدي لاغتياله كذلك. وفي هذا الشأن، قال الجيلاني الهمامي المتحدث باسم حزب العمال المكون الرئيس للجبهة الشعبية، إن وزارة الداخلية طلبت من القيادي حمة الهمامي التقليص من تنقله خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال وعززت في نفس الوقت الحماية الأمنية بمحيط سكنه. ووجه الهمامي أصابع الاتهام إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه التهديدات تأتي ضمن محاولة لرد الاعتبار في ظل الهزائم المتتالية التي تكبدها التنظيم خلال الآونة الأخيرة في مواجهته لقوات الأمن والجيش. على صعيد متصل بالملف الأمني، سجلت منطقة ساقية سيدي يوسف الحدودية (شمال غربي تونس) تبادلا مكثفا للنيران ليلة الأربعاء بين مجموعة إرهابية وقوات الأمن المتمركزة على الحدود التونسية الجزائرية. ونبهت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية إلى وجود خلية إرهابية لا تزال متحصنة بجبال «ورغة» بمنطقة ساقية سيدي يوسف. وبمناسبة الذكرى الـ58 للاستقلال، عادت النقاشات من جديد حول مدى إسهام الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق في بناء الدولة الحديثة وإرساء الديمقراطية. وذهب حزب التحرير (حزب إسلامي ينادي بعودة الخلافة) إلى حد التشكيك في وثيقة استقلال تونس ونفى رضا بلحاج المتحدث باسم الحزب خلال ندوة انتظمت أول من أمس بالعاصمة التونسية حول «البلد والثورة بين التحرير والتبعية»، وجود أي وثيقة تتحدث عن استقلال تونس ممضاة بين الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة والمستعمر الفرنسي. وأثار هذا التصريح معظم الأحزاب التي تعتمد على الإرث البورقيبي في الترويج لأنشطتها السياسية. في سياق متصل، اتهم الإعلامي التونسي لطفي حجي مؤلف كتاب «بورقيبة والإسلام: الزعامة والإمامة»، بورقيبة بتوظيف الإسلام لخدمة سياسة السيطرة على التونسيين، وقال في تصريحات إعلامية إن بورقيبة «لم يؤمن يوما بالديمقراطية» كما نفى عنه صفة «كمال أتاتورك» العرب. وأشار إلى أن الديمقراطية بما لها من ارتباطات بحقوق الإنسان وضمان الحريات هي الحلقة المفقودة في المشروع البورقيبي، وهي على حد قوله «النقطة التي أضعفت المشروع في نظر الكثير من التونسيين». واستدرك حجي ليقول إن بورقيبة مع كل هذه الانتقادات يظل «أذكى من كل النخب العلمانية في تونس»، على حد تعبيره.

مشاركة :