هل نحن بحاجة إلى برمجة عقولنا من جديد لتحديد الأولويات في حياتنا وتقصي الحقائق حول واقعنا الذي نعيش؟ تابعت باهتمام بالغ حلقة من برنامج منارات على قناة العربية تحدث فيها ضيف الحلقة الدكتور عبدالله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة وتناول من مجمل حديثه عن أهمية بناء وإنشاء جامعات متخصصة ومدارس متميزة عبر منظومة ما يعرف في إرثنا الديني والثقافي بالأوقاف، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يمنع الأثرياء ورجال الأعمال وهم كثر في عالمنا العربي من وقف جزء من أموالهم لدعم البرامج التعليمية والمشروعات البحثية في الجامعات وتبني المواهب المبدعة والمخترعين والمبتكرين وإنشاء مدارس نموذجية بمواصفات الجودة العالمية على خطى العالميين بدءًا من عملاق التقنية بيل جيتس والملياردير الأمريكي وارن بافيت وهذا رجل الأعمال الإماراتي عبدالله الغرير ليس أنموذجًا بعيدًا عن عالمنا العربي حيث للغرير مؤسسة لدعم التعليم تتولى شؤون الشباب ليكونوا قادة للمستقبل وتزودهم بالكفاءات والقدرات المطلوبة ليسهموا في نهضة مجتمعاتهم وبنائها، وكذلك منح تخصص لتلبية احتياجات الاقتصاد العالمي الحديث وتواكب أولويات وأسس بناء الدولة العصرية، ودعم برامج لرفع مستوى جودة التعليم الأساسي في العالم العربي والبرامج الهادفة لتطوير الابتكار والتميز في التعليم. هل مازال أكثرية أفراد المجتمع تعتقد أن الوقف يقتصر على بناء المساجد ودور الأيتام والجمعيات الخيرية هذا إن كان هناك بالفعل حراك حقيقي للأوقاف في الوطن العربي؟! نحن بحاجة إلى زيادة مساحة التنوير الثقافي والفكري والتعليمي ومواجهة الأفكار المتشددة والتكفيرية ولن يتحق ذلك إلا بدور علم متميزة تحقق معايير الجودة ونحن في شهر نوفمبر الذي يحتفي العالم فيه بالجودة لابد أن يكون لنا هنا في المملكة وقفة ولاء وانتماء وإحساس عال بالمسؤولية تجاه الوطن وأبنائه من جيل المستقبل خاصة في ظل الظروف الراهنة التي نواجه فيها تحديات كبرى مع اضطراب في المنطقة. المنظمات العربية والعالمية تعنى عناية فائقة بالعلم وأهميته والمدارس والجامعات معول عليها لتغيير الواقع المرير في عالمنا العربي الجريح. تزايد أعداد الأميين بسبب الحروب في المنطقة يعد ناقوس خطر حقيقي تواجهه الأمة العربية، وللمملكة دور ريادي وواجب إنساني تقوم به بحرفية عالية في تقديم المعونة والسند لإخوتنا العرب المتضررين ونحن لنا دور كتربويين ولابد من أن يضع رجال الأعمال بصمتهم ويقوموا بدورهم الذي سيخلده التاريخ في سبيل نشر العلم الذي ينتفع به وهو من أسباب بقاء ذكر الإنسان بعد موته لنعمل معًا من أجل رفع مستوى وكفاءة الأداء في دور التعليم وتقدير ورفع شأن أهل العلم وخاصته. Majdolena90@gmail.com
مشاركة :