يوم الجودة في التعليم لنا معه موعد ننتظره في كل عام، والذي تؤكد فيه وزارة التربية والتعليم على تبني مفاهيم الجودة في الممارسات التعليمية وتحسين وتطوير الأداء والتحول من المفاهيم ونشرها إلى التطبيق والسلوك ليكون عملنا قائمًا على الجودة ومعايير التميز في الأداء التعليمي. يقاس تقدم الأمم بما ينعم به أفرادها من قيم ومبادئ وأخلاق سامية وعلوم نافعة، تعلو بها على غيرها من الأمم. في دور التربية والتعليم، الاستثمار الحقيقي في عقول البشر عندما ينتهجون سلوك الجودة والإتقان، ليكون جزءا أصيلا في حياتهم اليومية داخل أروقة المدارس وخارجها. من هناك ننشر مفاهيم مجتمع المعرفة لننطلق إلى كل فرد في مجتمعنا ليكون متعلما مدى الحياة، شغوفا بالثقافة والفكر متطلعا للمزيد من المعارف والعلوم في كل المجالات. أداء العمل وفق معايير الجودة تربويا وبمنهجية وخطط فاعلة بأسلوب تكاملي مؤسسي تتكاتف فيه الجهود من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، كل هذا من أجل جودة المخرج التعليمي الناتج عن مدخلات فائقة الجودة يتخللها جودة الأداء والتحسين المستمر في العمليات. في زيارات ميدانية لمدارس البنات في تعليم ينبع لمتابعة يوم الجودة رأيت ما أثلج صدري وجعل لديَّ رغبة ملحة لكتابة كلمات؛ أرسم من خلالها مشاهد تدعو للتفاؤل والأمل عبر نظرات أعين أطفال المرحلة الابتدائية، وبالتحديد الصف الأول في الابتدائية الرابعة بينبع الصناعية، دخلت إلى عالم الطفولة وبيئة صافية جاذبة تحقق معاني الجودة وتترجمها إلى واقع، معلمة تتحدث باللغة العربية الفصحى تخاطب طالباتها فيجبنها بلغة مماثلة، تساءلت بيني وبين نفسي كم من الوقت استثمرت هذه المعلمة من بداية العام الدراسي- والذي لم يتجاوز بضعة شهور- وحتى هذا اليوم لتعزز ثقة الطالبات في أنفسهن فيتحدثن بطلاقة أمام ضيفة زائرة لأول مرة تدخل هذا الفصل. تقف الطالبة لتشرح فكرة ورشة بعنوان (جودتي سر ابتسامتي) عنوان مثير ملفت للأنظار وفكرة رائدة جعلت المعلمة وطالباتها محلقات في عالم الجودة والإتقان، زهرة دوار الشمس ببتلاتها الست كل بتلة تحمل كلمة تتضمن في مفهومها معاني الجودة (الإبداع - الإتقان - التميز - الإخلاص - المسؤولية - الأمانة). تقف الطالبة بكل ثقة فتشرح لزميلاتها معنى الجودة والإتقان في العمل من أول مرة عبر تنفيذ عمل فني جميل بألوان مشرقة كإشراقة الشمس التي لا تغيب عن وطني. من قامت بتشكيل تلك الزهرة المتضمنة معاني الجودة تحصل على تكريم وإشادة وهدية هي قطعة من الشوكولاتة. ما أجمل هذه الأجواء التربوية التي تبشر بأن مستقبل التعليم إلى خير وفي خير، نعم المعلمة -إحسان الأحمدي- أقول: لعل لك من اسمك نصيب، لقد أحسنت في تربية وتعليم طالباتك وغرس مفاهيم وقيم الجودة بينهن رأيت في عينيك فخرا واعتزازا بمهنة ورسالة المعلم المحب لمهنته ولطلابه ورأيت لغة مشتركة بينك وبين طالباتك جعلتني أحن لتلك الأيام التي مرت من عمري عندما كنت معلمة. ومعك قائدة تربوية أرى فيها خبيرة تمارس عملها بحرفية عالية، تلك هي مديرة المدرسة -الأستاذة امتثال- ما أسعدني وأنا أتعلم فنون القيادة والتحفيز والدعم النفسي والمعنوي والعلمي لكل منسوبات المدرسة، تشاركي في كل فعالية فتكوني جزءا من الحدث، لا تبتعدي عن فريق العمل قيد أنملة، وما أسعدني بهذه اللحظات التي قضيتها في رحاب مدرسة تتخذ من الجودة منهجا وسلوكا وممارسات تربوية متعددة. ليست هذه المدرسة وحدها من فعّلت يوم الجودة في التعليم لأُسطِّر كلمات الإعجاب والفخر بما رأيت في كل محفل تربوي، ولكنه عالم الطفولة الذي أسرني وتملكني واستوقفني، لأن طفل اليوم هو شاب الغد الذي يُعد لبناء حضارة الوطن. اليوم هم يسجلون في سجلات التاريخ كلمات من نور في عهد ملك ينادي دوما بتبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في جميع الخطط والأنشطة والأعمال وتشجيع ودعم الفكر الإبداعي إداريا وتعليميًا. هنيئًا لنا بك أبا متعب، وأبشر فأبناؤك وبناتك على عهدهم باقون، وسيعملون بكل طاقاتهم من أجل هذا الوطن؛ ليكون منافسا عالميا ورائدا في كل مجالات الحياة عبر مخرجات تعليمية متميزة متقنة، تعي معاني وأدبيات وسلوكيات الجودة والتميز. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :