مراقبون يرون أن تدخل الأطراف السياسية من شأنه تأجيج الصراع داخل سبها وتحويله من صراع قبلي إلى صراع سياسي. العرب [نُشرفي2016/11/24، العدد: 10465، ص(4)] عندما يرفع السلاح في وجه الأشقاء سبها (ليبيا) - نجحت المساعي الاجتماعية، التي قامت بها لجنة مكونة من أعيان ومشائخ المنطقة الجنوبية، في التوصل إلى اتفاق على تنفيذ هدنة ووقف للعمليات القتالية بمدينة سبها، لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من الساعة الحادية عشرة من ليلة الثلاثاء. وعقب إعلان الهدنة أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الوطني في بيان لها عن تكليفها للواء السادس بتأمين مدينة سبها بالتعاون والتنسيق مع القوة الثالثة المكلفة بتأمين الجنوب وكافة الأجهزة الأمنية في المنطقة الجنوبية. وقالت الوزارة في بيانها إن تكليف اللواء السادس يأتي “ضمن الجهود المبذولة من قبل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني لبسط الأمن في جميع أنحاء الوطن. بعد وقوع الاشتباكات بمدينة سبها التي أودت بحياة الأبرياء من الطرفين المتنازعين”. من جانبه كلف القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرازق الناظوري باتخاذ الإجراءات بتكليف بعض الوحدات بتأمين مدينة سبها. وأمر القائد العام خلال خطابه لرئيس الأركان العامة بتكليف اللواء “12” مشاة وغرفة عمليات الجنوب، وغرفة عمليات القطرون، وغرفة عمليات أوباري، والكتيبة “137” مشاة، والكتيبة “129” مشاة باتخاذ كافة الإجراءات لوقف الاقتتال الدائر بالمنطقة. واندلعت، الخميس الماضي، اشتباكات مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة في أحياء المنشية والمهدية وسط مدينة سبها جنوب ليبيا بين قبيلتي أولاد سليمان والقذاذفة، وخلفت أكثر من عشرين قتيلا وعددا من الجرحى من القبيلتين اللتين تعتبران من أكبر القبائل في المنطقة الجنوبية. وقالت وسائل إعلام محلية إن سبب اندلاع الاشتباكات يعود إلى قيام مجموعة تابعة لإحدى المليشيات التابعة لقبيلة أولاد سليمان، بالرماية بالرصاص على أحد المحلات التجارية بالمنطقة، ما نتجت عنه حالة توتر وتحشيد لأبناء الحي والذين ينتمي أغلبهم إلى قبيلة القذاذفة. فيما نقل عن قبيلة أولاد سليمان، أن سبب الاشتباكات يعود إلى تردد أحد الأشخاص من قبيلة القذاذفة وتحرشه بطالبات إحدى المدارس، ما استدعى التصدي له. ويرى مراقبون أن تدخل الأطراف السياسية من شأنه تأجيج الصراع داخل سبها وتحويله من صراع قبلي إلى صراع سياسي. واتهمت قبيلة القذاذفة طرفا ثالثا بإشعال الفتنة في المدينة، وربطت الاشتباكات بما يحصل في العاصمة طرابلس من محاولة جهة معينة السيطرة على الدولة سياسيا وجغرافيا، في إشارة إلى المجلس الرئاسي. وفي المقابل قال عضو مجلس النواب عن مدينة سبها، مصباح دومة، في تصريح لموقع بوابة الوسط المحلي إن آليات عسكرية تتبع القيادة العامة كانت في أرض المعركة من أول يوم في المشكلة. وأضاف أنهم تواصلوا مع القيادة العامة وأخبرتهم أنها أعطيت لضابط في المدينة لكنه قام بسرقتها وزج بها في الحرب الدائرة في مدينة سبها. يذكر أن المدينة كانت قد شهدت طيلة السنوات التي أعقبت سقوط نظام القذافي اشتباكات من هذا النوع بسبب خلفية سياسية، ففي حين تتمسك قبيلة القذاذفة، بولائها للنظام السابق، انخرطت قبيلة أولاد سليمان في أحداث الإطاحة بالنظام، الأمر الذي ولد عداء دفينا بين القبيلتين. :: اقرأ أيضاً السيسي يحسم موقفه من الجيش السوري تضامن عربي واسع مع المغرب في قمة ملابو فضيحة حصان طروادة في المدارس البريطانية تعود إلى الواجهة العاهل الأردني: ترامب يحمل الكثير من التغييرات للشرق الأوسط
مشاركة :