أين الملايين يا معشر الرياضيين؟!

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

عِندَما ألتَقي ببَعضِ اللَّاعبِينَ الذِينَ اعتَزلُوا كُرَةَ القَدَمِ، وهَجرُوا المَلَاعبَ، وأُشَاهِدُ حَالتَهم المَاديَّة، لَا أَشعُرُ بالأسَى؛ لأنَّ هَذَا الشُّعورَ مِن صِفَاتِ الشُّعرَاءِ، وإنَّمَا أتسَاءَلُ: «أين هَؤلاءِ اللَّاعبُونَ مِن ثَقَافةِ الادِّخَارِ، ومَعرفةِ إدَارةِ الأموَالِ، التي كَانُوا يَجنونَهَا أثنَاءَ لعبِ كُرَةِ القَدم»؟! وحَتَّى تَتَّضحَ فِكرةُ المَقَالِ، دَعونَا نَطرَحْ هَذَا الخَبَرَ؛ الذي تَناقلتهُ وَكَالَاتُ الأنبَاءِ العَالميَّة.. يَقولُ الخَبَرُ: (أَصبَحَ البُرتغَاليُّ «كريستيانو رونالدو» -وفقًا لإحصَاءَاتٍ جَديدةٍ نَشرَتهَا صَحيفةُ التَّايمز البريطَانيَّة- أوَّلَ لَاعبِ كُرَةِ قَدمٍ «مِليارديرًا»، بَعدَمَا وَقَّعَ عَقدًا جَديدًا مَع رِيال مَدريد، لمُدَّةِ خَمسةِ مَواسم، يَحصلُ بمُوجَبهِ عَلَى رَاتبِ 48 مليون يُورو سَنويًّا، سيَصل إلَى 50 مليونًا مَع المُكَافآتِ، مُحقِّقًا إنجَازًا مَاليًّا غَيرَ مَسبوقٍ للَّاعبِ كُرَةِ قَدمٍ، يُعزِّزُهُ عَقدُه الجَديدُ مَع شَركةِ «نَايكي»، الذِي يَستمرُّ مَدَى الحيَاةِ)..! باللهِ تَأمَّلُوا هَذَا الخَبَرَ، وقَارِنُوا بَينهُ وبَينَ أحوَالِ بَعضِ لَاعبينَا المُتردِّيةِ، التِي طَرحت الصُّحفُ شَيئًا مِنهَا.. هُنَا يَتجلَّى الفَرْقُ بَين ذِهنيَّةِ الاحترَافِ لَدَى اللَّاعبِ العَالميِّ، واللَّاعبِ المَحلِيِّ..! وإذَا أَردتُم المَزيدَ عَن أحوَالِ بَعضِ لَاعبينَا، سأَقولُ لَكُم -مِن غَيرِ ذِكرٍ للأسمَاءِ؛ مَنعًا للإحرَاجِ-: لِقَدْ قَابلتُ بَعضَ اللَّاعبِينَ الكِبَار، الذينَ مَثَّلُوا المُنتخبَ، فوَجدتُهم فِي مِهنٍ مِثل حَارسِ بَنكٍ، أَو سَائقِ تَاكسي، أو وَايتٍ، مَعَ الاحترَامِ والتَّقديرِ لهَذِهِ المِهنِ الشَّريفَةِ، فهِي مِن مَصَادرِ الرِّزقِ الحَلَالِ، ولَكنَّهَا لَيستْ مِن تَخصُّصِ اللَّاعبِينَ القُدَامَى، ولَا تُمثِّلُ النِّهَايةَ التِي كَانُوا يَتمنونَهَا.. بَل إنَّ البَعضَ مِنهم اشتُهرَ بتسوُّلهِ؛ مِن بَعضِ الإعلاميِّينَ والأصدقَاءِ..! حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟! بَقِي أَنْ نَقولَ: أَعرفُ أنَّ بَعضَ اللَّاعبِينَ عِندَنَا؛ أَصبَحُوا أثريَاءَ مِن كُرَةِ القَدمِ، ومُمارستِهَا، ولَكنَّهُم عَددٌ قَليلٌ، ونَفرٌ ضَئيلٌ، لذَلكَ هَذِهِ رِسَالةٌ أُوجِّههَا للاَّعبِينَ الشَّبَابِ، وأُذكِّرُهم بالوَصيَّةِ التي تَرَكَتْهَا لَهُم الأُغنيةُ الشَّعبيَّةُ: اغنم زمانك أمانة يا حبيب أغنم ما دام عادك صغير السن طيشاني خايف عليك بعد ستّعشر سنة تندم تنسى شبابك وأحبابك وتنساني ياللي العسل من شفاتك خلنا نطعم ياللي جبا لك عسل حالي وشي ثاني!!  المدينة أحمد العرفج الرأي مقالات الصحف

مشاركة :