إن من أعظم النعم التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها كأمة إسلامية هي نعمة انزال القرآن بلغة عربية مبينة لاعوج فيها ولا تعقيد (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشرالمؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً) الكهف 1- 3، نحمد الله الكريم على هذه النعمة العظيمة التي امتن بها على أمة الإسلام من دون سائر الأممن وفي هذه الآيات المبينات يثني الله سبحانه وتعالى على نفسه، وبأنه أنزل القرآن الكريم على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، هذا الكتاب الذي لا اختلاف فيه ولا زيغ، قيما، قال ابن عباس:عدلا وقال الفراء: قيما على الكتب كلها مصدقا لها ناسخا لشرائعها، والقرآن الكريم كلام الله عزوجل نقرأه جميعا صغارا وكبارا (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكرأولوا الألباب) ص 29، (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) المؤمنون 68، آيات بينات تدعونا إلى تدبر القرآن ومن معاني التدبر: التأمل وفهم المعنى والوصول إلى ما تقصده الآيات، وما تقصده من معان وحكم وأحكام، وذلك للانتفاع بما فيها من علوم والاهتداء بها، وتطبيق ما تدعو إليه والاقبال على الله سبحانه بما يحبه، والابتعاد عن نهيه، كما أنه زيادة في علوم الدنيا والآخرة، ولا تنس شعورك بعظمة القرآن وأنه كلام الله عزوجل، وهوالعارف بكل ما يفيد العباد وبما يضرهم وهو وجد لهداية البشر، وهو كذلك أفضل وسيلة للتعبيرعن الإسلام، ففيه صلاح الأفراد والشفاء من أمراض الشهوات والشبهات (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) الأنفال 2، ولا تنس وأنت تقرأ القرآن أن يكون احساسك بأنك المعني بكل كلمة تقرأها، فهذا يزيد من تركيزك على الكلمات، وفهم ما ترمي إليه وانفعالك في القراءة والاستمتاع بها، وحاول قراءة القرآن وذهنك حاضر، حتى تحظى بالخشوع، واعطاء كل كلمة معناها والمراد منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) رواه الترمذي، فضل عظيم من الله القوي العزيزعلى مَنْ يقرأ القرآن الكريم ولا عجب، فهو كلام خالق الكون يعطي مَنْ شاء من خزائنه، بقدر ما يشاء، اللهم اجعلنا من أهل القرآن. @nn477601