مهلا.. ما معنى سلفية بقلم: حكيم مرزوقي

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

السلفيون يجتمعون في كل أنحاء الأرض على نبذ الواقع ورفض الآخر، أي بإقصائه بالتمام والكمال، حتى لا يبقى أحد غيرهم.. ومن ثمّ التقدّم إلى الله والحقيقة كوكيل حصريّ ووحيد. السلفيون أقسى وأقصى امتحان تواجهه البشرية على مرّ عصورها.. حتى لكأنها تثبت قدرتها على البقاء عبر الرغبة في إقصاء الآخر وإلغائه. التطرّف علّة مرضى هذا العصر، وصفة الذين لا يتقنون الجدال، فيروسات لم تنجح “الثقافات الغريزيّة” من التطعيم ضدّها.. هم بيض الأفاعي والوباء العضال التي تأتي على حرثنا وزرعنا وتفتك بحصادنا، ذلك أنهم مثل جراد نربّيه في حقولنا ثمّ ندّعي أنّنا لا نعرف من أين أتى. السلفيّة هي أن تزعم بأنّك الأفضل والأقوى داخل مجموعة تعاني الوهن والضعف بسبب عجزها على تشخيص أمراضها ثم تزعم أنّ العدوى قادمة من الخارج. لو توحّد سلفيو العالم -مجازا- على تلوّن معتقداتهم وتضارب سلوكياتهم وتنافر هوياتهم، لأصبحوا قوّة ضاربة لكلّ دعاة الوسطيّة والاعتدال، قوة ساحقة ماحقة لطلاّب التعايش والتسامح وناشطي السلام… ولأمسى دعاة الحوار أقليّة ضعيفة تبحث عن وساطة للحوار. تخيّل عندئذ هول الكارثة؛ طريق دون إشارات مرور، شرطيّ دون صافرة، كتابة دون اتّجاهات، نصال تتكسر فوق النصال، بضائع دون مشترين، والمواجهة أبديّة بين مبارزة لكسر كل العظام وهي رميم. فيا سلفيي العالم، لا تتّحدوا، بل اعترفوا بالخلافات.. لأنّنا سوف نمسي بعد “اتّحادكم ” هباء منثورا! قيل -والعهدة على الراوي- إنه قد طلب من ثلاث قيادات سلفيّة قويّة ومتحاربة -ومن مختلف العقائد- أن تلبّي طلبات كل واحد فيهم بشكل سريع درءا للفتنة، فطلب الأوّل تدمير الثاني وكذلك فعل الثاني بإصراره على طلب تدمير الأوّل.. أمّا الثالث فقد اعتذر واكتفى فقط بطلب تلبية زميليه الآخرين، وذلك لينعم بالخلاص، وتسود أصوليته. :: اقرأ أيضاً الفرق الصوفية في البلقان قاومت القمع والاندثار بالاتحاد والإصرار

مشاركة :