المغاربة والمسرح بقلم: حسن الوزاني

  • 11/26/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مجال التأليف المسرحي، فسيظل النص المسرحي المغربي، خلال بداياته، رهينَ إعادة نصوص الفرق الشرقية والترجمة والاقتباس. العربحسن الوزاني [نُشرفي2016/11/26، العدد: 10467، ص(17)] خلال قرن بكامله، وهو القرن العشرون، لم يتجاوز الإنتاجُ المغربي على مستوى الأعمال المسرحية المنشورة التسعين عملا، وهو ما يشغلُ سبعة في المئة فقط مما أنتجهُ المغاربة في مجال الكتابة الأدبية خلال القرن. وتعود محدوديةُ التأليف في المجال، خلال المرحلة، أساسا إلى تأخر بداية الممارسة المسرحية نفسِها. فإذا كان المغرب قد عرفَ وجودَ طقوس احتفالية ما قبل مسرحية تقوم على فنون الحكي والرقص والموسيقى والغناء والارتجال في القول، فإن ظهورَ المسرح بمفهومه الحديث بالمغرب سيتأخر إلى سنوات العشرينات من القرن الماضي. وارتبط ذلك بالعزلة التي حكمتْ علاقةَ المغرب بالغرب، وبتأخر ظهور المسرح بالنسبة إلى الحضارة العربية الإسلامية باعتبارها أحد المصادر الأساسية للمسرح المغربي، حيث يرجُع لاندو جاكوب تاريخَ أول عرض مسرحي عربي إلى سنة 1847، وكان قد أنجزه بلبنان مارون النقاش، انطلاقا من مسرحية “البخيل لموليير”، وذلك بعد إقامته بإيطاليا. مع حلول الاستعمار، فرضتْ الشروطُ التي عرفها المغرب خلال المرحلة تجاوزَ التمثلات الثقافية المحافظة، بحثا عن أفقٍ ثقافي جديد يشكلُ جبهةً موازية للصراع ضد الوافد الجديد. وبذلك، سيتعرفُ المغاربة على المسرح، خصوصا من خلال زيارات الفرق المسرحية المشرقية، ومنها فرقة فاطمة رشدي الشهيرة. وكان من نتائج مجموع هذه الزيارات ومختلف التحولات الثقافية التي عرفها المغرب، بداية انبثاق حركة مسرحية، كان من تجلياتها تأسيسُ مجموعة من الفرق المسرحية المغربية ابتداء من سنة 1920، حيث أطلقَ محمد بن زاكور فرقة مسرحية بطنجة، ستُحل بقرار من طرف السلطات الاستعمارية، صادر في يوم عرضها الأول. أما في مجال التأليف المسرحي، فسيظل النص المسرحي المغربي، خلال بداياته، رهينَ إعادة نصوص الفرق الشرقية والترجمة والاقتباس. وذلك قبل أن يستطيع، خصوصا ابتداء من السبعينات، تحقيقَ مغربيته، بفضل انفتاحه على الأشكال التجريبية الجديدة. يبقى أن التأسيس لمسرح مغربي ما كان له أن يتم بعيدا عن أعين بعض الفقهاء وعن دعوتهم إلى تحريمه. ويندرج في هذا السياق موقفُ أحمد بن الصديق من خلال رسالته “إقامة الدليل على حرمة التمثيل”. وتقوم دعوته التحريمية على اعتبار المسرح من أعظم المحرمات وأكبر الكبائر، مؤكدا أيضا أنه “لا يمتري فاضل في أن التمثيل مناف للمروءة والعقل، لا يرضاه لنفسه إلا دنسُ الأصل وضيعُ النفس، ساقطُ المروءة، قليل الدين أو ذاهبه بالكلية كما هو المشاهد في الممثلين”. أما التحريم فلم يكن مقتصرا على فقهاء الإسلام، إذ أن مارون النقاش، مؤسس المسرح العربي، سيضطر، تحت ضغط رجالات الدين المسيحيين، إلى تحويل مسرحه إلى كنيسة! كاتب من المغرب حسن الوزاني :: مقالات أخرى لـ حسن الوزاني المغاربة والمسرح, 2016/11/26 مكتبات سرية , 2016/11/19 أغنية فوق البوديوم , 2016/11/12 المغرب شارحا, 2016/11/05 المغاربة وكتاب البخاري, 2016/10/29 أرشيف الكاتب

مشاركة :