النعيمي: تعليم أبناء المقيمين إشكالية «مرهقة» تتطلب حلولاً جذرية

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور إبراهيم النعيمي المدير العام لمركز الدوحة لحوار الأديان، حرصه على تعليم أبناء المقيمين باعتباره قضية مرهقة، وضرورة اقتراح الحلول لما يواجهه المقيم من عقبات في سبيل توفير تعليم ملائم لأبنائه يلبي طموحاته ويناسب إمكاناته. ولفت إلى أن وجود مدارس للمقيمين يعد من الأمور الضرورية التي تهتم بها الدولة، عبر حرص المسؤولين على معرفة الظروف التي تحيط بتعليم أبناء المقيمين. جاء ذلك في تصريح للصحافيين على هامش الطاولة المستديرة السابعة للجاليات، التي نظمها مركز الدوحة لحوار الأديان أمس، تحت شعار «تعليم أبناء المقيمين في قطر: تحديات ودعم»، وناقشت القضايا المتعلقة بموضوع تعليم أبناء المقيمين في قطر وما به من تحديات أحيانا، وأيضا فرص الدعم. وتناولت الحوارات جميع المراحل التعليمية، سواء المرحلة المدرسية، أو الجامعية، والتعليم المستقل والخاص، وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحضور الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ورئيس الأساقفة بقطر المطران مكاريوس رئيس اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، ود.خالد الخاطر نائب رئيس جامعة قطر للشؤون الإدارية والمالية، بالإضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين بالدولة والمقيمين والخبراء بالشأن التعليمي، بالإضافة لعدد كبير من مختلف الجاليات المقيمة في قطر. ونوه النعيمي بأهمية الطاولة المستديرة في منح المقيم الحق في التعبير وطرح الآراء والمقترحات التي تيسر قضاياه وهمومه وتعليم أبنائه، حيث يعاني كثير من المقيمين من أجل توفير تعليم مناسب لدخولهم. ونوّه النعيمي بأن التعليم يعد أولوية، ولا بد من توفر خدمات تعليمية لكافة المراحل لأبناء المقيمين في دولة قطر، سواء المراحل الابتدائية أو المتوسطة أو العالية. وردا على سؤال لـ«^» بشأن غلاء تكاليف المدارس الخاصة التي تثقل أعباء المقيمين، قال الدكتور النعيمي إنه بحكم إشرافه على العملية التعليمية في أكثر من مجال، يدرك أن التعليم على يد مدرس متميز أمر مكلف، فضلا عن أن تكاليف الحياة الأخرى من سكن ومعيشة ترهق ميزانية الأسرة، ما يتطلب تدخل إدارة التعليم الأهلي وإشرافها على كل ما يتعلق بتعليم أبناء المقيمين وتوفير أكثر من خيار أمام المقيم، فيما يتعلق بتعليم أبنائه. نقص المدارس الخاصة وأشار إلى قلة عدد المدارس التي تقدم تعليما جيدا للمقيمين وعدم وجود خيارات أمام الآباء، حيث يضطرون إلى وضع أبنائهم على قائمة الانتظار، أملا في الحصول على مقعد دراسي، ما يؤكد أهمية التوسع في بناء مدارس خاصة في قطر وفق الضوابط التي تضعها وزارة التعليم، بما يواكب زيادة أعداد الوافدين إلى دولة قطر، وهذا يعد أحد التحديات التي تتطلب مواجهتها من كافة الجهات. ومن جانبها قالت د.عائشة المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: يسعى مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في إطار مهمته الأساسية إلى بث الوعي بالحوار وأهميته بين أتباع الأديان المختلفة، وكذلك ضمن الدين الواحد، ومن أنشطتنا التي تؤدي لهذا الهدف فعاليات الطاولة المستديرة. وأشارت إلى أهمية طرح موضوع تعليم أبناء المقيمين للحوار والنقاش البناء، حيث إن التعليم يعد عنصرا أساسيا، ما سينعكس إيجابا على المقيم، ويساعده على الاستقرار النفسي. هذا، وقد حضر نقاشات الطاولة المستديرة، نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات، وممثلين من وزارة التعليم والتعليم العالي، وتضمنت 3 جلسات أساسية، تم خلالها نقاش الفرص المتوفرة للمقيمين بقطر في التعليم المدرسي والجامعي، والتحديات التي تواجه المقيمين في تعليم أبنائهم، أما المحور الثالث فقد تناول الدعم المقدم لمساعدة المقيمين في تعليم أولادهم. تدريب طلاب المدارس على الحوار بين الأديان كشف الدكتور إبراهيم النعيمي عن تنظيم دورات تدريبية الأسبوع المقبل للمدرسين والطلاب في المدارس، تأكيدا لأهمية الحوار والاستماع إلى الآخر، لافتا إلى أنها ستكون موجهة للمسلمين وغير المسلمين، ضمن حرص المركز على تعزيز الأنشطة التي تعنى بالحوار بين الجاليات المقيمة في دولة قطر، والتي تنتمي إلى حضارات مختلفة، بما يعزز التعايش بين الحضارات. وقال النعيمي: إن مراكز الحوار هي الحل لمواجهة تنامي تيار العنصرية واليمين المتطرف الذي يجتاح أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وأشار إلى أن العنصرية وجماعات الكراهية تتنامى بشكل لم يعد على مستوى أفراد وإنما على مستوى حكومات، منوها بما ورد في الحملات الانتخابية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وكذلك ما أقدمت عليه ماري لوبان مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث وضعت كراهية المسلمين ومحاربتهم أحد أهداف حملتها الانتخابية، متهمة الإسلام بأنه سبب الإرهاب! وتوقع النعيمي أن يتراجع ترامب عما أطلقه من تهديدات ضد الإسلام والمسلمين إبان حملته الانتخابية، كونه قادما من قطاع الأعمال، فهو لديه تفكير عملي يجعله يتجنب الخوض في مثل هذه المواجهات التي تغذي التطرف والعداء والكراهية وأن عليه الاجتهاد في هذا الأمر. وقال مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام: إن الادعاء بأنهم يستهدفون الإسلام الراديكالي أمر مرفوض، حيث لا تفرق تيارات العنصرية بين مسلم وآخر، وإنه إذا كانت هناك نسبة من المسلمين لا تتجاوز أعشار المائة لديهم أفكار شاذة، فإننا يجب ألاّ نعمم الحكم على الإسلام واتهامه بالتعصب، وأن الغرب نفسه لديه جماعات فكرية شاذة ولكن لا ينظر إليها على أنه جماعات دينية. ونوّه بأن الحملة ضد الإسلام لها أهداف سياسية، وعلينا ألا نستسلم، وأن نوضح بإصرار سماحة الإسلام واعتداله وأن نجتهد في خطاب العقول والعلماء والمفكرين وليس الجهلة. كما شدّد على أهمية الانتباه إلى لعب أعداء الإسلام على التفرقة بين المسلمين عبر تصنيف المسلمين إلى جماعات متسامحة وأخرى متشددة وتغذية طرف على حساب طرف، على غرار ما شاهدناه في مؤتمر جروزني الذي سعى لبث التفرقة بين أهل السنة. ودعا النعيمي الدول الإسلامية إلى توحيد رؤاها وتنحية الخلافات السياسية جانبا، لافتا إلى أن مذهب أهل السنة واضح، وأن من الأهمية عدم الاستجابة لهذه الدعاوى، لافتا إلى أن الدعوة إلى الحوار أصبحت مهمة لتنوير المجتمعات، وتجنب الصدام بسبب الأديان، وأن الدين بريء من هذا الأمر. الخاطر: لدينا تعليم متميز وجامعات على أعلى مستوى قال د.خالد الخاطر نائب رئيس جامعة قطر للشؤون الإدارية والمالية في مداخلته خلال الطاولة المستديرة حول تعليم المقيمين في قطر: إن هذه النقاشات مفيدة جدا، وقد سبق لي أن شاركت ببعضها، لافتا إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 واضحة فيما يتعلق بالتعليم، والتنمية البشرية، ونسعى جميعنا قطريين ومقيمين لبناء مجتمع متميز. وأضاف د.الخاطر: لدينا تعليم متميز، وجامعات متميزة على أعلى مستوى، مثل جامعة قطر التي حققت نجاحات واضحة في التصنيف الدولي مؤخرا، وجامعات المدينة التعليمية، وهي متاحة للقطريين وغير القطريين. وأكد الدكتور خالد الخاطر على وجود بعض التحديات، خاصة أن عدد السكان تضاعف خلال سنوات معدودة عدة مرات، فمن 500 ألف نسمة، وصلنا حدود 2.5 مليون، فينتج عن ذلك محدودية الفرص لأبناء المقيمين، والمتطلبات للقبول عالية والتكلفة مرتفعة، وأيضا عدم وجود جامعات خاصة معتمدة من الدولة. ومن الحلول التي طرحها د.خالد الخاطر: ضرورة السماح بوجود جامعات خاصة معتمدة، وأن تخصص الجامعات الحالية نسبة معقولة لأبناء المقيمين، ورفع مستوى الدراسة إلى درجة البكالوريوس في بعض الكليات المتاحة في الوقت الحاضر، وفتح تخصصات متنوعة وجديدة في الجامعات والكليات. د. القرة داغي: التعليم أساس حل الأزمات بين الفرق الإسلامية قال فضيلة الشيخ الدكتور على محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إن معظم المشاكل التي تحدث بين الفرق الإسلامية داخل الأمة، وأيضا الإشكاليات بيننا وبين الآخرين، فإنما يرجع ذلك إلى مشاكل بالتعليم والثقافة، فإن كان الجميع متعلما تعليما جيدا، وواعيا، فإن هذه المشاكل من الممكن أن يتم حلها بالحوار، وليس العنف. وأكد على اهتمام الإسلام بالحوار، وخاصة بين مختلف الأمم والشعوب: قال الله تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»؛ مشيرا إلى أن هذا التعارف يقصد به، أن يعرف كل إنسان عن الآخر، معرفة شاملة بعقيدته، وثقافته، ونفسيته، للوصول إلى التعايش والتعاون. ونوّه إلى أن الحوار مع الآخر يجب أن يكون بعقل منفتح، ودون وضع شروط مسبقة، كما يقول سبحانه في محكم تنزيله: «وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين» ، ويجب ان نكون متواضعين، ولا نسبق الحوار بالقول أننا على الحق، لو فعلنا ذلك لانتهى الحوار. رئيس الأساقفة بقطر المطران مكاريوس: لا بد من برنامج تعليمي للثقافات والعقائد والأديان قال رئيس الأساقفة بقطر المطران مكاريوس رئيس اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية: إن الندوة أبرزت موضوعاً مهماً للغاية يؤثر ويمس المقيمين في قطر، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العقائدية أو الثقافية. وأكد المطران مكاريوس على أهمية التعليم كحق أصيل، حيث قال: التعليم، خصوصاً التعليم في المراحل الأساسية في حياة أبنائنا هو من الحقوق التي لا يمكن التعدي عليها، وهو واجب وفرض ينبغي علينا جميعاً أن نصونه، ونحارب من أجله، كي نستطيع أن نبني جيلا واعياً ومدركاً لتكوين مستقبل مشرق لأبنائنا وأوطاننا. وأشار إلى وجود نوعين من التعليم، الأول هو الأسلوب الكلاسيكي القائم على الكتب والمعلمين، والأسلوب الثاني هو الأسلوب الحديث القائم على التقنية بشكل أساسي، وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما تحاول المؤسسات التعليمية في وقتنا الحاضر اعتماده. إلا أنه استطرد، وقال: التعلم عبر الوسائل الحديثة قد يؤدي إلى انغلاق الطالب على نفسه، ويعيش في عالم من الوحدة بعيداً عن العلاقات الاجتماعية بشكل عام، والأسرية بشكل خاص، كما أنها تخلق عالماً وهمياً خارج الواقع الحقيقي بسبب المادة التي تقدمها له في شتى المجالات إن كانت علمية أو ثقافية أو اجتماعية أو أخلاقية. وأضاف مكاريوس: أعتقد أنه من المهم، بل من الواجب، خلق برنامج لإنماء وبناء حوار ثقافي وتعليمي قائم على معرفة الطلاب للثقافات والعقائد والأديان المختلفة، والاحترام والتقبل للشخص الآخر، لأنه هو السبيل الوحيد في مواجهة الاختلاف وترسيخ معنى الإنسانية وتعليم أبنائنا أننا جميعاً خلق الله.;

مشاركة :