القاهرة - بينما يميل المصطافون لبناء قلاع وقصور من الرمل على شاطئ البحر حَوَل مهندس مصري احترف الفن يدعى مايكل روماني الرسم بالرمل إلى خشبة المسرح حيث يحكي قصصا من خلال لوحات يرسمها بالرمل أمام الجمهور ثم يمسحها. وبحفنات رمل في قبضتيه وخيال واسع يبهر روماني الجمهور في "عروض الرمل" التي يقدمها على مسارح في أنحاء البلاد. وبينما تتناثر حبيبات الرمل على سطح صندوق زجاجي مُصمم خصيصا لهذا الغرض يحكي روماني بسلسلة رسوم رمل متتالية قصة كاملة. وتُثَبت كاميرا فيديو فوقه مباشرة وهو يرسم حتى يتسنى للجمهور مشاهدة أدائه وقصته وهو يحكيها بالرمل على شاشة عرض ضخمة. وسبق لروماني أن قدم "عروض رمل" مُبهرة في عدد من المدن المصرية إضافة إلى بيروت وأمستردام. وعادة ما تستمر عروضه لمدة ساعة تقريبا. وقال الفنان مايكل روماني "فن الرسم بالرمل هو فن حكي القصة. أنا بأعتمد على القصة بكل مراحلها. البداية والوسط والنهاية من خلال رسوماتي. فأنا بأحضر الرسمة من خلال سكتشات تحضيرية. بأجهزها قبل ما أطلع أرسم. الرسومات اللي أنا بأرسمها بتبقى رسومات مُتتالية. من خلال الرسومات بأحكي القصة اللي أنا عايز أوصلها. بيكون معايا الموسيقى بتاعتي المصاحبة للموضوع والمناسبة له. فالرسومات المُتتالية مع الموسيقى بتدي المشاهد أو المتلقي القصة أو الرسالة اللي أنا عاوز أوصلها". وجاءت معرفة روماني (28 عاما) بفن الرسم بالرمل من خلال فيديو شاهده مصادفة على الانترنت في 2008. وعلم روماني بعد ذلك نفسه هذا الفن وقدم أول عرض له في ذات السنة خلال حفل التخرج بالثانوية العامة بالقاهرة. ومنذ ذلك الحين قدم تشكيلة من الموضوعات المختلفة بعضها يشمل حكايات تاريخية هامة مثل المظاهرات في ميدان التحرير بالقاهرة وحتى تاريخ الحضارة. وأضاف "فن الرسم بالرمل بيعتمد في المقام الأول على التخيُل. وأنا عندي الموضوع دوت من صغري إن أنا عندي جزء التخيل ده. ودراستي في الهندسة ساعدتني برده (أيضا) إن أنا أتخيل المساقط والمنظورات. فده ساعدني في الرسم بالرمل إن أنا يبقى عندي جزء الإبداع. إن أنا أؤلف قصة أو إن أنا أتخيل الرسومات المُتتالية. إن أنا أحكي القصة دية (هذه). فجزء أساسي من فن الرسم بالرمل هو التخيُل. فاللي حابب يتعلم الفن ده لازم يكون بيعرف يرسم الرسم العادي. لازم يكون عنده موهبة الرسم زائد نقطة التخيُل دي". وفيما يتعلق بمسح رسومه ليتسنى له إضافة غيرها لإتمام الحكاية أو القصة التي يرويها وما إذا كان ذلك يُحزنه قال روماني إن هذا جزء من طبيعة هذا الرسم. وتابع "طبيعة الفن ده إن إحنا بنرسم اللوحة وبنمسحها. بس هو ده طبيعته لأن أنا بأحكي قصص مُتتالية أو صور متتالية فتديني القصة. فطبيعي طبعاً إن الرسمة تتمسح. ناس كثير بتقول لي -أنت ما بتزعلش على الرسمة اللي بتتمسح دي- بس دي طبيعة الفن. وطبعاً القيمة اللي بتبقى موجودة الفيديو اللي أنا بأصوره. ده اللي أنا بأحتفظ به". وسيقيم روماني عرضه القادم للرسم بالرمل على مسرح في قطر.
مشاركة :