عبد الله الشيخي لا يختلف أحد على أن تطبيق نظام الخصخصة الذي أقره مجلس الوزراء الموقر الأسبوع الماضي، هو قرار تاريخي بالدرجة الأولى، حتى وإن تأخرنا كثيراً، لكن !، هل نحن جاهزون لهذا التحول الكبير (الآن) ؟ الإجابة عن هذا السؤال عند البعض من (العاطفيين)، وغير (المتخصصين)، تأتي غير منسجمة مع الواقع الذي نعيشه الآن، وأقصد واقع الأندية بدءاً من (مقراتها)، مروراً بـ (بيئة) العمل، ووصولاً إلى غياب (ثقافة) الخصخصة ! أمر آخر يتعلق بالمستثمر السعودي، الذي لن يتقدّم إلاّ إذا اقتنع أن الرياضة بيئة جاذبة، مريحة، و (مربحة)، وهذا يحتاج إلى عمل كبير لتغيير الصورة الذهنية التي ارتبطت بأحداث وملفات سابقة، كون المستثمر يبحث عن نجاح مشروعه الاستثماري، لا عن ما يطلبه (المشجعون) ! لنكن منطقيين وعمليين، فأغلب الأندية المحلية لديها مشاكل مالية، وعقود اللاعبين والمدربين مرتفعة جداً، ومداخيل الأندية لا تغطي عقود ثلاثة لاعبين محترفين، وعليكم الحساب ! والحقيقة أنه لولا دعم ووقوف أعضاء الشرف مع الأندية، لكنا عدنا إلى سابق عهدنا أيام الهواية، والمكافآت، وميزانية لا تزيد عن خمسة ملايين ريال لأحد الأندية الكبيرة ! صحيح أننا سعداء بهذا المشروع الذي كنا ننتظره طويلاً، ومن حق الأمير عبد الله بن مساعد أن يفتخر بأن ملفّه الذي حمله طوال السنوات الأخيرة، قد رأى النور أخيراً، لكنني لا أرى أن فكرة البدء في تنفيذه بعد ستة أشهر ستكون ناجحة ! ذلك أن الظروف العامة غير مهيأة حاليا، بما في ذلك الوضع الاقتصادي غير المشجع، وحتى يتحقق الهدف من التخصيص، وتتحول الأندية فيما بعد إلى كيانات تجارية مستقلة، فإنني أرى أن نبدأ بمرحلة انتقالية لمدة موسمين أو ثلاثة بهدف تهيئة الأندية من خلال رعاية البنوك والشركات الكبيرة لها بهدف تحسين أوضاعها، ودعمها بكوادر متفرغة ومحترفة، ثم بعد ذلك تتولى هذه البنوك والشركات دعوة رجال الأعمال لشراء حصص في ملكية الأندية. أما الحديث عن أرقام فلكية لبيع الأندية خلال هذه الفترة القريبة القادمة، فهي لا تتعدى كونها أمنيات، وقراءات تتحكم فيها العاطفة، وتنقصها الرؤية الواقعية..! إلى اللقاء ،،، @abdullahshaikhi مرتبط
مشاركة :