أمير لشعراء في أبو ظبي زامر الأحساء الذي لا يطرب

  • 11/29/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا شيء ينتشر في زمن الإعلام الجديد كالنار في الهشيم إلا ما خاطب الغرائز لا العقول واستخرج من النفس البشرية أدنى صفاتها ليضعها سائغة للشاربين ليتلقوا فن السخرية على من يستحق ومن لا يستحق. هاجت الأوساط الاجتماعية مطلع الأسبوع الجاري بمقاطع فيديو لشاعر ألقى قصيدة في حفل أقيم في المنطقة الشرقية وما بين ساخر بالإلقاء ومنتقد للكلمات طارت عشرات ألوف التعليقات ليبتكر آخرون مقاطع مدبلجة تمزج بين حضور الشاعر حيدر العبدالله ومقطع فكاهي للمثل عادل إمام وهو يؤدي دور شاعر متفذلك يوبخه الجمهور. تسببت التعليقات الهائجة بالسخرية الممجوجة في وسائل التواصل الاجتماعي بأقوال صفحة الشاعر حيدر العبدالله في موقع التواصل الشهير تويتر حيث اضطر الأخير لحماية موقعه والتأكد من المتواصلين معه قبل أن يعود ليفتح صفحته لكن لمحة صغيرة على مشوار الشاعر الذي لا يبدو قديما تعطي إشارة على موهبة كبيرة لشاعر في مطلع حياته الشعرية إذ فاز العبدالله العام الماضي بمسابقة أمير الشعراء على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في حضور شعراء موهوبين من دول عربية مختلفة. وتميزت قصيدة حيدر العبدالله أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته المنطقة الشرقية بكلمات وصفت بالجديدة على الطرح الشعري الذي يبقى في هكذا مناسبات وطنية إذ يشير الشاعر والكاتب خالد صلاح الحربي المعروف بأبي وطن إلى أن القصيدة في الإجمال كانت جيدة ومليئة بالصور الجديدة غير أن الذائقة الشعرية عند قطاع واسع من الجمهور السعودي تسير باتجاه القصائد الوطنية الحماسية التي تهز المنبر وتهتز لها مقاعد المتفرجين. الناقد الكويتي المعروف بدر صفوق أبدى ثقته بالشاعر حيدر العبدالله وثقته في إنتاجه وهو ما أسهم في اختياره من جانب أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف لإلقاء القصيدة الفصحى في الحفل وهو تقليد متبع في الاحتفالات الملكية إذ تحضر القصائد الفصحى إلى جانب القصائد الملقاة باللهجة المحلية ولكل جمهور غير أن جمهور الساخرين والمتطفلين تطاولوا في نقد ما يحبون وما لا يحبون وهي طريقة يؤكد كثير من المهتمين أنها ستولد إحجاما لدى المواهب الثقافية الحساسة بطبيعتها من النقد غير الهادف وبالتأكيد بشكل أكبر من السخرية اللاذعة التي تهدم ولا تبني.

مشاركة :