نجح كفيف سبعيني في رفع راية التحدي أمام فقدان نعمة البصر، بعد أن سلب بصره مرض الجدري وهو في السنة الأولى من عمره، إنه عبدالله علي الشايب، المعروف في مجتمع مدينة العمران بالأحساء بـ «أبو أمين»، الذي لم يستسلم وحول الظلام إلى نور وكان فقدان بصره حافزا حتى يبدع في الأعمال الحرفية والتقنية الذكية. وقرر ألا يستسلم للظروف وواجه الحياة بشجاعة وصبر ممزوج بجد وكفاح، وزاول بعض المهن مبكراً من بينها العمل في رعي وتربية الأغنام، كما فتح دكانا صغير يديره بنفسه. أبو أمين حاصل على شهادة دبلوم معهد النور «الأقسام المهنية» استعرض تجربته لجمهور سبتية إضاءات ببلدة المنصورة التي يعقدها عضو المجلس البلدي السابق علي السلطان، ويركز فيها على استضافة الحرفيين تشجيعاً منه لملف الأحساء المبدعة في شبكة اليونسكو، وأكد أبو أمين أنه يدرب نظراءه المكفوفين على بعض الصناعات الحرفية مثل: صناعة مكانس التنظيف اليدوية، ومكانس تنظيف الشبابيك وعسافات السقوف وغير ذلك والتي يصنع بعضها من الخيزران والخشب، من خلال عمله الرسمي معلماً في نفس المعهد، بعد ذلك انتقل أبو أمين إلى إحدى مدارس مدينة العمران لتعليم المبصرين القرآن الكريم. ولم يتوقف إبداعه في الحرف اليدوية، بل تألق وأبدع في مجالات مختلفة، حيث لم يقف عاجزا عن مسايرة تقنية العصر الحديثة، فهو يتمكن من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وارسال الرسائل. وأشار ابو أمين الى أن التقنية المتطورة سهلت بعض المهام التي يرجوها، مضيفا إن لديه القدرة على الدخول لعالم الإنترنت، من خلال هاتفه الجوال والبحث عن الكتب التي يريدها من خلال المواقع الخاصة وعرضها على برنامج القارئ والاستماع إلى محتواها وبالتالي وفّر عليه دفع قيمة الكتب الخاصة بالمكفوفين الباهظة الثمن.
مشاركة :