رغم ولادته كفيفًا، ومعاناته مع مرض التأخُّر في الإدراك، إلا أن ذلك لم يمنع الطفل محمد خالد بامسعود (10 سنوات)، الطالب بحلقات مجمع عبدالله بن عباس المسائي التابع لجمعية خيركم بجدة، من حفظ القرآن بتقدير ممتاز. قصة محمد يرويها أحمد بامسعود، أحد أقربائه، قائلاً: "اكتشف والدا محمد أنه معجزة في الحفظ، بالرغم من تأخُّر إدراكه؛ إذ لديه قدرة عالية في الحفظ؛ ما جعلني أقترح على والده ضرورة إلحاقه بالحلقات. وفعلاً تم إلحاقه بحلقات مجمع ابن عباس بحي الكندرة، وفوجئ المعلمون بسرعة حفظه وإتقانه، حتى أنه عندما أراد والده ضمه للمدرسة السادسة النموذجية تم رفضه، لكن معلم القرآن بالمدرسة سالم بادحمان اختبره في القرآن، وفوجئ بجودة حفظه؛ فأبلغ مدير المدرسة، وتم قبوله، وهو الآن من المتفوقين في المدرسة، ونسبته لا تقل عن 97 %". ويؤكد معلمه في الحلقة محمد لوكي أن هذا الطفل يحفظ يوميًّا نصف صفحة، وحفظه عن طريق استماع الأشرطة التي تكرر الآيات، وذلك وفق خطة الحفظ التي وُضعت له. مشيرًا إلى أنه انبهر مما رآه من قدرات يتمتع بها محمد. وبيَّن عبدالله بامؤمن، مدير مجمع عبدالله بن عباس، أن هذا المعجزة بات قدوة لأقرانه؛ فقد بات نموذجًا يُحتذى به، ولفت أنظار الجميع حتى من أهالي الحي؛ وتم تكريمه في المجمع نظير تفوقه في الحلقات والمدرسة. محمد الذي يملك صوتًا جميلاً، ويحب صوت الشيخ محمد المنشاوي - رحمه الله - وقراء الحرم، قال إنه "محظوظ برعاية والديه ومعلميه في الحلقات". كما ذكر أن حفظ القرآن ميسَّر لمن أراد، مستشهدًا بقوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
مشاركة :