يحيط الظلام بكل شىء من حوله، يتحسس تارة ويتخبط أخرى، ولكن يظل نور النجاح طريقه، هو حمادة ياسين الذي حرم نعمة البصر فعوضه الله بقدرات خاصة لم يستطع الإنسان المبصر أن يجاريه فيها. يجلس في غرفة صغيرة تبدو من بعيد هادئة لا ترى فيه سوى شاشات كمبيوتر وأصابع تضغط عليها بحرفية كبيرة وسرعة عالية، تتتبع تلك الأصابع لتعرف مَن صاحبها، هو شاب، يبدو في منتصف العشرينيات، يضع سماعات في أذنه تفصله عما حوله من ضجيج، يجذب انتباهك بانشغاله التام، فتشعر أنه بمفرده في هذه الغرفة. حمادة ياسين، الطالب الجامعى بكلية الآداب الذي تفوق في مجال الالكترونيات و استعانت به جامعة بنى سويف لتشغيل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بقاعة المكفوفين حتي أشاد به الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة بني سويفأجرت عدسة «صدي البلد» حوارا مع حمادة ياسين الذي وُلد كفيفًا، ومارس منذ صغره أكثر من عمل ليعتمد على نفسه، حيث كان يمتلك جهاز حاسب آلى في منزله وكلما تعطل يذهب به إلى محل بسيط للصيانة، فكانت التكلفة آنذاك كثيرة و احس باستغلال البعض، فبدأ بسماع محاضرات في علم البرمجة، حتى استطاع أن يصل إلى مستوى يسمح لة بتحميل البرامج وفك الجهاز وتنظيفه وصيانته وإعادة تركيبه مرة أخرى وعند سؤاله عن نظرة الناس له.. قال: الناس لما بتعرف أنا بعمل إيه بتنبهر ومش بيصدقوا ان الكفيف ممكن يدخل في صيانة الالكترونيات وتابع "مش هتقدر وشوفلك اي شغلانة تاني " لم تترك هذه الجملة اثرها السيئ علي حمادة بل شجعته علي التعلم فقد أثبت أنه يتعامل مع كل أجهزة الحاسب الآلى والتقدم التكنولوجى أفضل من المبصر، ويتابع مجريات الحياة.وتمني حمادة أن يحول من كل كفيف شخصا قادرا على ممارسة حياته دون أن يشعر بأنه عبء على أى أحد، وأن يُعلم كل كفيف مهارة التعامل مع الهواتف الذكية، والحاسب الالي .كما تمني بالحصول على تثبيت وظيفته في الجامعة و توفير شباك في كل جهة حكومية لتسهيل الحياة علي كل كفيف و مساعدتهم في الاعتماد علي أنفسهم.
مشاركة :