بيروت/ أسماء البريدي/ الأناضول ستة عقود، ولايزال لبنان على موعده الدائم، مع معرض الكتاب العربي مطلع ديسمبر/ كانون ثان من كل عام. ويُفتتح في بيروت المعرض بنسخته الـ60، غدًا الخميس، وسط إقبال من دور النشر اللبنانية وحضور عربي "باهت"، يقتصر على 3 دول فقط. ويشارك في المعرض الذي ينظمه "النادي الثقافي العربي"، بالتعاون مع نقابة "اتحاد الناشرين"، هذا العام، 183 دار نشر لبنانية مقارنة بـ170 داراً العام الماضي. ويقول مدير المعرض "سميح البابا" إن المساحة المتوفرة للمعرض 6 آلاف متر مربع فقط، وذلك ما عوّقنا عن استيعاب كل الطلبات التي قدّمت لنا، لكننا نخطط أن نزيد المساحة الى 10 آلاف متربع مربع العام القادم. يأتي ذلك في الوقت الذي تراجع فيه إقبال دور النشر العربية عن المشاركة في المعرض الذي يستضيف 3 دول عربية فقط هي الكويت، عمان، وفلسطين. ويعزو "البابا" ضعف المشاركة العربية إلى "أسباب سياسية". وقال للأناضول: "عزفت دور نشر سعودية عن المشاركة بسبب الهجوم السياسي الذي تعرضت له المملكة، من بعض الأوساط اللبنانية، رغم مشاركتها العام الماضي"، في إشارة إلى "حزب الله" اللبناني. وكذلك غابت ليبيا، رغم تواجدها في المعرض العام الماضي، بسبب انشغالها بأزماتها الداخلية، وفق "البابا". ولم تسجل أية مشاركات من الدول الأجنبية، باستثناء إيران، بعد غياب كل من الصين وتركيا، اللتين شاركتا العام الماضي بأربع دور نشر. وتطرق "البابا" إلى أنشطة المعرض لهذا العام، بالقول إنه يحرص دائماً على دعم المبادرات الشبابية والجديدة، ولهذا يرعى توقيع 150 كتاباً هذا العام. وأضاف: "يشهد المعرض كذلك 60 ندوة ومحاضرة، على مدى 14 يوماً، وسيتخلله توزيع جوائز لأفضل الكتب إخراجاً من حيث المحتوى والشكل، كما سيتم تكريم رموز ثقافية وفنية ومؤسسات لبنانية كان لها دورها في رعاية حاجات المجتمع اللبناني". ومن بين الجهات التي سيتم تكريمها "السانت جود مركز سرطان الأطفال في لبنان"، وغيرها من المؤسسات الرائدة، من دون أن يذكرها تفصيلاً. كما يشهد المعرض مشاركة 300 طالب من مختلف المدارس اللبنانية لبحث الأسباب التي تدفع التلاميذ الى الابتعاد عن اللغة العربية الأم وتجعلهم يستبدلون الحرف العربي باللاتيني، بحضور معلمين للعربية لمعالجة المشكلة. ويتخلل أنشطة المعرض برنامجاً ثقافياً متنوعاً، لا يقتصر على الندوات والمحاضرات، بل يرعى أيضاً الجانب الفني، حسبما تقول مسؤولة اللجنة الثقافية في المعرض "نيرمين الخنسا". وتضيف "الخنسا": يشهد المعرض، هذا العام، حفلاً فنياً للفنانة الفلسطينية سيدرز زيتون، التي ستغني قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم". وتتابع: "نحن نعتبر أن الجمع بين القصيدة الملتزمة بالقضية الفلسطينية والحس الفني، هو واجهة لطالما حرص اللبنانيون عامة والقائمون على المعرض الاهتمام بها". وتشير "الخنسا" إلى أن المعرض منذ تأسيسه، يخصص زاوية مجانية لفلسطين في إطار دعم الكتاب الفلسطيني وقضاياه. كما تضم الفعالية الثقافية زاوية تشكيلية للعام السادس، على التوالي، يستضيف فيها 36 فناناً و70 لوحة، إلى جانب 20 عملاً نحتياً و10 صور فوتوغرافية لثلاثة مصورين مع عرض لأسس وآليات الخطيط العربي. وفي حديث للأناضول قالت "أسيمة دمشقية"، رئيسة لجنة الفن التشكيلي في المعرض، إن عفيف الآغا النحات السوري، من حلب (شمال)، سيشارك في المعرض بعدد من أهم أعماله. وتضيف: "احتفاء بالعقد السادس للمعرض سيشارك الفنان اللبناني محمود شهاب (رسام) بلوحات تجسد بيروت في خمسينيات القرن الماضي، شوارع وأسواق وتاريخ، وهي السنون التي انطلق فيها المعرض لأول مرة". وتشير إلى أن المعرض هو الحاضن الأبرز، الذي يجمع الفنانين المتخصصين والناشئة والهواة جميعاً في مكان واحد. كما سيشارك في المساحة التشكيلية، اثنان من الأطفال بعمر الـ15 والـ16، وسيعرضان لوحات عن لبنان وطبيعتة وتاريخه. ومعرض الكتاب العربي بلبنان هو أول معرض من نوعه في الدول العربية، ويقول "سميح البابا"، إن تاريخه يمنحه مميزات جذب، فقد قارب عدد زواره العام الماضي على 400 ألف زائر . ويتوقع "البابا" زيادة هذا العدد العام الحالي بفضل الاستقرار السياسي، الذي شهدته البلاد مؤخراً، في إشارة إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبلاد. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :