مطالب نقابية للمدرسين في تونس بشعارات سياسية اعتبرت العديد من الأطراف أن احتجاج المعلمين والأساتذة لبس جوهر المطالب النقابية ولكنه في حقيقة الأمر له خلفيات سياسية بامتياز ترجمتها الشعارات التي رفعت خلال الوقفة الاحتجاجية، الأربعاء، والتي أطلق عليها المحتجون تسمية يوم الغضب. العرب [نُشرفي2016/12/02، العدد: 10473، ص(4)] يوم الغضب أثار الاستياء تونس - استغرب وزير التربية ناجي جلول من الشعارات التي رفعها الأساتذة والمعلمون خلال الوقفة الاحتجاجية المشتركة بين نقابتي التعليم الثانوي والأساسي أمام مقر الوزارة ثم في ساحة القصبة، الأربعاء، والتي وصفها الكثيرون بـ”المسيئة والصادمة”. وجاءت الشعارات مسيئة لشخص الوزير ناجي جلول تطالبه بالرحيل وقد رفعوها خلال وقفة احتجاجية لهم، الأربعاء، أمام وزارة التربية. ودفعت هذه الشعارات المتابعين للشأن الوطني في تونس إلى اعتبارها ذات توجهات وخلفيات سياسية، باعتبارها استعملت عبارات ذات دلالات رمزية رفعت سابقا في تحركات احتجاجية ضد المعارضين لحكم الترويكا. وقال ناجي جلول، لجريدة “المغرب” المحلية، إن هذه الشعارات غير معقولة ومن غير المقبول أن تصدر عن المعلمين والأساتذة. وأثارت الشعارات التي رفعها المعلمون والأساتذة خلال تحركهم الاحتجاجي أمام وزارة التربية جدلا كبيرا وانتقادات باعتبارها سلوكات لا تليق بالمربي. واعتبر كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أن بعض الشعارات المسيئة “غير معقولة ومرفوضة”، مضيفا أنها “شعارات لا تليق بنا وهي مجرد استثناءات سوف نصدر في شأنها بيانا”. وبرر وجود تلك الشعارات بقوله “نحن منظمو المسيرة ولنا شعارات مركزية رددناها، وعندما يكون التجمع كبيرا فمن غير الممكن السيطرة على كل انفلات”، معتبرا أنها تجاوزات معزولة. وتابع “ما صدر من قبل بعض المدرسين وما رفع من شعارات لا تمثل النقابة ولا المسيرة ولا المربين”. وأكد أن الأمر يحدث في كل المسيرات والتجمعات و”لا يجب أن يتكرر”. واعتبر لسعد اليعقوبي أن وزير التربية يشكل “عنصر إرباك في عملية الإصلاح التربوي”، وانتقد مشروع ميزانية وزارة التربية لسنة 2017 لأنها لم تعرف زيادة، وأيضا لغياب اعتمادات مخصصة للانتدابات. وأكد أن المدرسين يحتجون على ميزانية 2017 وطالبوا بفض الإشكاليات العالقة مع الوزارة. واعتبر اليعقوبي أن التحرك ناجح، معبرا عن رغبة المربين في استقالة ناجي جلول من وزارة التربية. ووصف الوزير تصريحات النقابيين، حول عدم صرف عدد من المنح على غرار الساعات الإضافية ومنحة مراقبة الامتحانات، بالـ”الادّعاء” و”لا أساس له من الصحة”، مبينا أن منحة العودة المدرسية هي التي لم تصرف فقط. وأضاف أن التفاوض حولها يتجاوز وزارة التربية لأن وزارة المالية هي المعنية بذلك، مشيرا إلى أن التأخر الحاصل في صرفها يعود إلى مشاكل في المالية العمومية. ناجي جلول: أستغرب من الشعارات التي رفعها المحتجون؛ هي شعارات غير معقولة وتظاهر الآلاف من المعلمين للمطالبة باستقالة وزير التربية ناجي جلول، رفضا لما أسموه بـ”سياسة الارتجال في قطاع التربية”. ورفع المشاركون لافتات تدعو إلى “إصلاح قطاع التربية ورحيل وزير التربية” استجابة لدعوات أطلقتها نقابة التعليم الثانوي. وصرح كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي قائلا “نحن لسنا أصحاب القرار سواء تعلق الأمر بتنصيب وزير أو إقالته”. وأضاف “لكن عندما نجـد إجماعا من قبل جل المدرسين على أن جلول بات غير مرغوب فيه، فيفترض على رئيس الحكومة أن يأخذ مطلبنا بعين الاعتبار”. وعبر المحتجون خلال تحركهم عن قرارهم بعدم التعامل مع ناجي جلول ورفض كل قرار صادر عنه في حال واصل عمله على رأس وزارة التربية، مطالبين بتنحيه من منصبه. واعتبر ناجي جلول أنه لا يوجد أي نقاط تفاوض مع هذه النقابات لأن ما تطالب به يتجاوز وزارة التربية. وأوضح أن التفاوض حول إقالته من منصبه أو رحيله يكون مع رئيس الحكومة. وقال وزير التربية التونسي إن هناك 3 آلاف انتداب مبرمج في مجال تكوين المعلمين والأساتذة، أما بالنسبة إلى الانتدابات المباشرة فلم تعد ممكنة وفقا لمخرجات عملية الإصلاح التربوي التي شاركت فيها النقابات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل. وأكد على أن هناك توافقا وطنيا على غلق باب الانتداب المباشر. وتأتي احتجاجات المدرسين ضد برنامج “إصلاح التعليم”، الذي أعلنه وزير التربية التونسي في مايو 2016، وتضمن تعديلات في نظام وبرنامج العطل المدرسية، وتكثيف الامتحانات خلال العام الدراسي. كما يعتبر الأساتذة أن الوزارة أخلت باتفاقيات لها مردود مالي عليهم، كعدم صرف الزيادة المفترضة على رواتبهم الشهرية بقيمة 300 دينار تونسي (140 دولارا)، بمناسبة بدء العام الدراسي، والمعروفة باسم منحة “العودة المدرسية”. يذكر أنه في أبريل 2015، أعلن وزير التربية ناجي جلول عن انطلاق الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية، وفي مايو الماضي، نشر الوزير “كتابا أبيض” اشتمل على مدونة “إصلاح التعليم” والإجراءات الجديدة المتعلقة بالعملية التعليمية. ويوجد في تونس 65 ألف مدرس في المرحلة الابتدائية، و77 ألفا و260 مدرسا في المرحلتين الإعدادية والثانوية. واعتبرت العديد من الأطراف أن احتجاج المعلمين والأساتذة لبس جبة المطالب النقابية ولكنه في حقيقة الأمر له خلفيات سياسية قد ترجمتها الشعارات التي رفعت خلال الوقفة الاحتجاجية، الأربعاء، والتي أطلق عليها المحتجون تسمية “يوم الغضب”. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وفي تعليقه على المطالبة بـإقالة وزير التربية ناجي جلول، على خلفية موجة الإضرابات والاحتجاجات التي يعيشها قطاع التعليم في تونس، قد أكد السبت أنه “لن يرحل أيّ وزير من حكومته الحالية”. :: اقرأ أيضاً قمة في أبوظبي لمواجهة تحديات المنطقة بوتين يسعى لترقيع ما تمزق مع واشنطن انقسام حاد بين القوى المعارضة تحت قبة البرلمان الكويتي الجديد أردوغان يتراجع عن هجومه على الأسد خشية إغضاب روسيا
مشاركة :