رحلات جزائري تكشف أسرارا عن ترييف المدينة

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نصوص متباينة حاول من خلالها محمد ساري تقديم ما يجول بخاطره من أفكار وآراء وقناعات عبر تحليلات اجتماعية ونفسية للمجتمع الجزائري ومختلف الظواهر السلبية. العرب [نُشرفي2016/12/02، العدد: 10473، ص(14)] رغبة دائمة في اكتشاف العالم والإنسان الجزائر - يعود الروائي الجزائري محمد ساري في آخر أعماله “حكاية أسفار” إلى مختلف رحلاته وتجاربه الحياتية مجسدا عبر نصوص سردية متفرقة رغبته الدائمة في اكتشاف العالم والإنسان، حيث نجد حديثا عن أسفاره إلى فرنسا ومصر والمغرب وبلدان أخرى كثيرة. الرواية التي قدمها ساري بأسلوب سهل من حيث بنيته السردية وجميل من حيث لغته التعبيرية، غاص عبر صفحاتها الـ258 في أعماق ذكرياته مسترجعا أسفاره المتعددة منذ طفولته بقرية جبلية قرب مدينة شرشال الساحلية ومرورا ببعض تجاربه الحياتية وسفرياته التي قادته وهو شاب إلى عدة بلدان. ويقول المؤلف “يحتوي الكتاب بين دفتيه على نصوص سردية متفرّقة، يجمع بينها قاسم مشترك ألا وهو التجربة المعيشة، سواء تلك التي عشتها بنفسي في فترات متباعدة من حياتي التي أشرفت على الستين، أو تلك التي رواها لي أشخاص مقربون وهم يفتخرون أو يتحسرون. في البداية كانت هذه الأسفار قاهرة، هجرة أُجبرَت عائلتي على القيام بها، بدءا بالترحيل الجماعي لسكان منطقة بأكملها أثناء حرب التحرير هروبا من قنابل البطش الاستعماري، وما استتبع من ترحال في السنوات الأولى للاستقلال نحو المدينة بحثا عن سكن مريح ومدرسة تضمن مستقبلنا”. ويفتتح الأديب عمله هذا الصادر عن منشورات “المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار”، باستذكار لأول أسفاره “القهرية” وهو صغير لما تم تهجير عائلته وبقية سكان قريته من طرف الاستعمار الفرنسي لتستقر في ما بعد بشرشال، المدينة التي فرشت له بساط التجوال والترحال، ولم يفوّت ساري الحديث عن الكشافة التي انضم إليها وهو صغير، معتبرا أنها فتحت له آفاق السفر عاليا وحببت له الترحال واكتشاف الأماكن الغريبة. وكانت أولى سفريات الروائي الخارجية إلى فرنسا، حيث تركت باريس أكبر الأثر عليه لكونها فتحت عينيه على “خفايا النشاط السياسي” وقضايا “القمع والاضطهاد” التي كان معظمها “يمارس في البلدان العربية الاشتراكية” في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وخصوصا من خلال الصحف العربية التي كانت تصدر هناك واللقاءات التي جمعته بالعديد من المثقفين اليساريين “المنفيين” من البلدان العربية. كما يعود الأديب إلى رحلته نحو المغرب في نهاية الثمانينات وزيارته لمدينة الدار البيضاء التي عرف فيها العديد من مثقفي البلاد كالمفكر محمد عابد الجابري والشاعر محمد بنيس. ويبدو أن مصر قد تركت بدورها أثرها الكبير على الروائي وخصوصا العاصمة القاهرة التي اختزلت له تاريخ مصر وثقافتها وأدبها وأيضا مدينة الفيوم التي عرّفته بالعديد من أسرار تاريخها الفرعوني المجيد. “حكاية أسفار” هي نصوص متباينة حاول من خلالها ساري تقديم ما يجول بخاطره من أفكار وآراء وقناعات عبر تحليلات اجتماعية ونفسية للمجتمع الجزائري ومختلف الظواهر السلبية التي رافقته منذ الاستقلال كالنزوح الريفي والفوضى العمرانية والهجرة. :: اقرأ أيضاً رواية عراقية عن مدينة خيالية في عالم تتصارع فيه الحكايات الملتقى الدولي للشعر في القاهرة يستبعد الشعراء الجدد نجيب محفوظ مجددا متهما ومطلوبا ميموزا: متاهة البحث عن نهاية تضيع في التفاصيل

مشاركة :