بعد أن وضعت الانتخابات البرلمانية أوزارها، أصبح لزاماً على كل أعضاء مجلس الأمة الجديد، أن ينفذوا رؤيتهم وبرامجهم، وقبل كل ذلك أن يتعاونوا مع بعضهم من أجل الوطن والمواطن. فالمرحلة المقبلة تتطلب التنسيق في المواقف وحشد الجهود من أجل العمل بجد واجتهاد لمحاولة استنهاض البلد من ركودها الذي دام سنوات عديدة، فالأخطاء الفادحة في بعض القوانين السابقة التي مست المواطن بشكل مباشر لا بد أن تعدل من أجل مصلحته أو تلغى، فالتناحر والتجاذب وتشكيل الأحزاب والكتل داخل البرلمان، لن يجلب سوى مزيد من التعطيل لمشاريع مهمة للوطن والمواطن. فقد جاءت اختيارات الشعب الكويتي مختلفة بتاتاً عن سابقتها، فنجح الكثير من الشباب الذي يحمل رؤية ثاقبة وفكراً نيراً لو طبق على أرض الواقع لنقلنا خطوات الى مستقبل مشرق نواكب به الكثير من الدول المتقدمة المجاورة التي سبقتنا بكثير لأننا تركنا كل شيء وأصبحنا نتناحر ونختلف على أتفه الأسباب، والخاسر الوحيد هو الوطن الذي عاد الى الوراء وأصبح الفساد والتخبط والرجعية ديدنه بكل أسف. من يكون واقعياً ويقرأ نتائج الانتخابات، فإن أول ما يلفت انتباهه هو نجاح الكثير من المعارضة السابقة وبعض من الشباب ونواب القبائل قليلة العدد، ولكن المعارضة لم تعد بقوتها سابقاً لعدم وجود «قائد»، وعدم وجود رمز يلتفون حوله كالعم أحمد السعدون. وهذا اتضح من أول تصاريحها وخطواتها، فوجدنا بضعة أعضاء وقد شكلوا انتلافاً صغيراً في المجلس، والآخرون بصدد تشكيل كتل أخرى وهذا يسهل من مهمة الحكومة القادمة في إدارة أي قضية أو ملف لصالحها. كما ان الشباب في المجلس لا يمتلكون الخبرة الكافية وإن كانوا يمتلكون رؤية وأفكارا جديدة، وتبقى الوجوه القديمة والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة، فأعتقد أنها صمام الأمان الذي ستلجأ إليه مع كل ازمة. ولكن بشكل عام أرى أن المجلس قوي ولكنه متفرق وربما نجد مزيداً من الخلافات وهذا ما لا نريده. اليوم اوصل الشعب رسالة للحكومة مفادها بأنه لا بد من حكومة قوية واقعية تكنوقراطية تتمتع بروح شبابية لتجاري المجلس الجديد وتتلاءم مع مكوناته من دون أن تتصادم معه في المقبل من الأيام، من أجل أن تمر القوانين الشعبية والتنموية التي تهتم بصناعة الإنسان ونموه وتنمية البلد الذي عاني كثيراً ولم يعد قادراً على إعادة الماضي القريب الذي سلبت فيه حقوق الشعب، وهو ينظر من دون أن يحرك ساكناً وتعطلت فيه التنمية، والله المستعان. Mesfi@gmail.com
مشاركة :