الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر حماية الآثار، الى جانب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. العرب [نُشرفي2016/12/03] اقامة ملاذات آمنة لحماية الآثار أبوظبي- زار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت متحف اللوفر أبوظبي الذي من المتوقع ان يفتح أبوابه العام المقبل. وجاءت زيارة هولاند الى المتحف قيد الانشاء على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" الذي تستضيفه عاصمة دول الامارات العربية المتحدة منذ الجمعة. ورافق هولاند في زيارته الى اللوفر أبوظبي المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل الذي صمم مبنى المتحف الواقع على جزيرة السعديات قبالة أبوظبي في وسط مشروع ضخم لاستحداث "حي ثقافي" في الجزيرة مع متاحف عدة من بينها متحف غوغنهايم ومتحف زايد الوطني. وبحسب المسؤولين عن المتحف الذي قدم على انه "رمز للتسامح"، يعد اللوفر أبوظبي اول متحف عالمي يقام في العالم العربي واكبر مشروع ثقافي منذ افتتاح متحف "متروبوليتان" في نيويورك العام 1870. في 2007، وقعت باريس وأبوظبي اتفاقا على ثلاثين عاما لانشاء المتحف في الامارات، على ان يضم قاعات عرض مساحتها 9200 متر مربع. وتبلغ قيمة الاتفاق مليار يورو، يضاف اليها 500 مليون يورو تكاليف بناء المتحف. وبدأت اعمال انشاء المتحف الممتد على مساحة 24 الف متر مربع في العام 2009. وارجىء الافتتاح المتوقع اكثر من مرة الى ان اعلن ان الافتتاح سيتم في العام 2017، من دون الكشف عن تاريخ محدد. وبموجب الاتفاق، ستعير متاحف فرنسية كبرى كاللوفر و"متحف اورساي" وقصر فرساي، اعمالا فنية لأبوظبي، على ان يعرض اعمالا لدا فينتشي وفنسنت فان غوخ وكلود مونيه وآندي وارهول وغيرهم. يذكر ان هولاند سيشارك بعيد انتهاء زيارته الى اللوفر في الجلسة الختامية لمؤتمر حماية الآثار، الى جانب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقادة دول وممثلين عن نحو اربعين بلدا وجمعيات تعنى بالآثار. ويتجه مؤتمر "الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" نحو اقرار انشاء صندوق مالي واقامة "ملاذات آمنة" لحماية الاثار في ختام أعماله. ويمهد المؤتمر في نسخته الأولى الى انشاء تحالف دولي للحفاظ على الاثار الواقعة في مناطق نزاعات على رأسها سوريا والعراق. وقال رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ الذي شارك في تنظيم المؤتمر ان مسألتي انشاء الصندوق المالي والملاذات الامنة "ستردان في البيان الختامي" الذي سيطلق عليه اسم "اعلان أبوظبي". ورغم ان مسودة البيان الختامي التي لا تزال قيد البحث لا تتضمن رقما محددا، الا ان مشاركين في المؤتمر اكدوا لفرانس برس ان قيمة الصندوق المالي ستصل الى نحو 100 مليون دولار. وكانت فرنسا اكدت انها ستساهم بنحو 30 مليون دولار. كذلك، أبدت دول خليجية نيتها تقديم مساهمات مالية، الا انها لم تحدد قيمتها بعد. وسيتيح هذا الصندوق تمويل عمليات نقل معالم تراثية وحفظها وترميمها من خلال استخدام تقنية ثلاثية الابعاد خصوصا، وكذلك تدريب اخصائيين لهذه الغاية. المتحف "رمز للتسامح" وسيكون الصندوق بشكل "وحدة قانونية مستقلة" بحسب وثيقة تمهيدية تشير الى "مؤسسة قانونية سويسرية" قد يتم انشاؤها في جنيف اعتبارا من 2017. وسيحظى الصندوق بحوافز ضريبية وسيستوحى من النظام الداخلي لصندوق العالمي لمكافحة مرض الايدز والسل والملاريا وهي مؤسسة لا تتوخى الربح مقرها جنيف ايضا بحسب مصدر فرنسي. وللمؤتمر هدف ثان هو انشاء "شبكة دولية من الملاذات" الآمنة لتلبية طلبات الدول الراغبة في حماية تراثها المهدد بالنزاعات الدائرة فيها او بالهجمات المسلحة التي تشنها جماعات جهادية متطرفة على رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. وبحسب مصدر مقرب من المشاورات الدائرة في أبوظبي، فإن مسألة نقل الآثار من دولة الى اخرى لحمايتها من هجمات محتملة ستحتاج الى موافقة حكومتي البلدين قبل البدء في عملية النقل. ومن المتوقع ان يطالب المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي مجلس الامن الدولي باعتماد قرار يشمل مخرجات مؤتمر أبوظبي. ووفقا لمسودة البيان، يتعهد المشاركون بالعمل على تأسيس تحالف دولي لحماية الاثار، على ان يولد هذا التحالف بشكل رسمي في الدورة المقبلة للمؤتمر والتي ستعقد عام 2017. وقالت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا "حتى ننجح، علينا ان نعمل معا. يجب ان نتحد جميعا من اجل التراث الثقافي". ورأت ان حماية الاثار "لا يمكن فصلها عن حماية الحياة البشرية"، معتبرة ان "التدمير الممنهج للاثار جريمة حرب". من جهته، اكد محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي اشرف على التحضيرات للمؤتمر انه "يجب العمل بالتنسيق المباشر بين بلدان منظمة اليونيسكو". ورأى المسؤول الاماراتي ان المبادرة "ستساهم في تغيير مسار التاريخ"، معتبرا ان العالم يقف "امام منعطف تاريخي نحتاج فيه الى التعاون سويا لحفظ التراث وثقافات العالم".
مشاركة :