رغم تأكيده أن «لا أحد مثل ملحم في العالم كله»، إلا أن وعد بركات، نجل الموسيقار الراحل ملحم بركات الذي توفي قبل فترة قصيرة، يشدد على أن مسيرة آل بركات الفنية ستستمر، كاشفاً عن اعتزامه دخول المجال الفني في وقت قريب. وعد كشف في حواره لـ «الراي» عن ملابسات الساعات الأخيرة في حياة الموسيقار الراحل، وكيف تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ بعد ما كانت تؤكد كل المؤشرات أنه في طريقه للتماثل للشفاء، كما تحدث عن التكريم الكبير الذي ينتظره في سورية، التي كان يعشقها، والتي يعشق فيها هو (وعد) «بيت الأسد»، على حد تعبيره. • رغم تواتر الأنباء التي تؤكد تَماثُل الموسيقار ملحم بركات للشفاء، تدهورتْ صحته فجأة وتوفي، فما الذي حدث؟ - «اللي صار إنه خرْبط قلبوا بالغرفة، وهو عامل قلب مفتوح». عضلة القلب كانت ضعيفة، كما أن صدره امتلأ بالماء فأنزلوه إلى قسم العناية الفائقة حيث عملوا على تفريغ صدره من الماء. وبعدها خرج من قسم العناية الفائقة على أساس أنه تحسّن، وقلنا الحمد لله، لكن فجأة عاد وانتكس «وصار معو ذات الشي»، فعادوا وأنزلوه الى قسم العناية الفائقة، لكنهم لم يستطيعوا اللحاق به. • تقصد إذاً أن المضاعفات كانت قوية جداً حيث لم يتحملها جسمه؟ - فعلاً، وكان المرض قد انتشر بكل جسمه بسرعة «وأكلوا لبيي». • وما كان سبب هذه المضاعفات؟ - لا أعلم. جسمه ضعف كثيراً فجأة، ولا أعلم السبب لأنني لست طبيباً، وكل ما أعرفه أنني خسرتُ والدي «وخلص وكل شي تاني ما بيهمّني». • هل كان الموسيقار على علم بمصيره هذا حين كان موجوداً في المستشفى؟ - بعدما استمعتُ لمقابلاته شعرت بأنه كان يعلم مصيره، فقد ردد كثيراً: «أنا ما بخاف من الموت وما بدي إتوجع»، وفعلاً «ما توجع بيي... راح هوّي ونايم إذا بدّك تقول. ما بعرف للصراحة لكن مثل كأنو كان عارف وحاسس على حاله». • ماذا خسرتَ برحيل ملحم بركات؟ - «مش حلوة الدنيا من دونه، الدنيا كلها ما بتسوى شي من دونه. بيي قصفلي عمري على قد ما زعلت عليه». • كان عزاء ملحم بركات بمثابة تكريم له ولفنه؟ - فعلاً، خصوصاً في ضيعتنا كفرشيما حيث عملوا الواجب على أكمل وجه. والآن سيقام تكريم له في سورية، وأقول هنا إن العالم كله «مش شايف مثله، بدو يضوي راس العالم بالتكريم اللي بدن يعملولوا ياه، وفي تاريخ العالم ولبعد 200 سنة ما رح يشوفوا مثل هالتكريم». • هذا التكريم هو وفاء لمحلم بركات الذي بدأ مشواره الفني من سورية؟ - طبعاً. ملحم كان يعشق سورية و«نحن نحبها من ورا بيي». فأنا أعشق سورية أيضاً وأعشق بيت الأسد جميعهم، فهم «جماعة بينحبّوا». والدي له أجمل الذكريات في سورية، وبداياته الفنية كانت من هناك ونعمته كلها بدأت من هناك. • هل أصبح لديك إصرار أكبر على دخول المجال الفني بعد رحيل «الموسيقار»؟ - أكيد. المسيرة ستكمل بإذن الله. وبالتأكيد لا أقصد مسيرة ملحم بركات، فهو «ما بيجي مثله، وأساساً ما في حدا مثله في العالم كله، لا أنا ولا مين ما كان غيري». لا أحد مثل ملحم بركات، لكن ربما بإمكاني «هيك شوي وبلمحة صغيرة» أن أذكّر الناس به. • هل حددتَ موعداً لطرْح أغنية ما؟ - قريباً، لكن لن أفصح لك عن الموعد. الأغنية من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان الموسيقار ملحم بركات وسأكتفي بذلك. • ما النصيحة التي وجّهها لك الموسيقار ملحم بركات؟ - قال لي كثيراً إن الفن ليس سهلاً «وما تفكّره لعبة وتأخذه باستلشاق مثل كثير ناس آخذين الفن أنه بسّ لتغني». كما أنه كان يردد لي باستمرار أن «الفن يا إما تكون جدي فيه يا إما بياكلك».
مشاركة :