(أ ف ب) - خيّم "صمت انتخابي" السبت في ايطاليا عشية استفتاء دستوري حاسم لرئيس الوزراء ماتيو رينزي، على الرغم من أنه على غرار معارضيه، دعا أنصاره إلى إقناع المترددين الكثر "واحداً واحداً". ومع منع وسائل الاعلام من الادلاء بأي تعليق حتى إغلاق مراكز التصويت الأحد في الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ)، بات وسم #صمت_انتخابي (بالإيطالية) عبر موقع تويتر بين الأكثر استخداماً في إيطاليا صباح السبت، وأعرب غالبية مستخدمي الانترنت عن ارتياحهم لفترة الهدوء بعد حملة انتخابية شديدة اللهجة. ودعي نحو 50 مليون ناخب للتصويت الأحد حول الإصلاح الذي يدعو إليه رينزي، ويهدف إلى تأمين استقرار سياسي أكبر لإيطاليا التي توالت عليها ستون حكومة منذ 1946، عبر الحد من صلاحيات مجلس الشيوخ إلى حد كبير وتجريده حق التصويت على الثقة بالحكومة، والحد من سلطات المناطق. والاصلاحات التي تنص أيضاً على إلغاء نظام الأقاليم، تعارضها غالبية الطبقة السياسية من أقصى اليسار وصولاً إلى اليمين المتطرف مروراً بالشعبويين من حركة خمسة نجوم أو رابطة الشمال وحزب فورتزا ايطاليا برئاسة سيلفيو برلوسكوني، أو حتى "غاضبين" من الحزب الديموقراطي الذي يترأسه رينزي دعوا إلى التصويت بـ"لا". وتثير الشكوك المحيطة بنتيجة الاستفتاء قلقاً في أوروبا ولدى الأسواق بسبب المخاوف من مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. وفي خطابه الأخير في إطار حملته في فلورنسا في إيطاليا، قال رينزي إن كلمة "نعم يجب ألا تسمح لنا فقط بتغيير إيطاليا بل بتغيير أوروبا، بتغيير العالم". ودعا أمام تجمع ضم آلاف الأشخاص إلى إقناع المترددين بالتصويت لصالح الاستفتاء الدستوري. وأضاف "أنهم كثيرون جداً، علينا الذهاب للبحث عنهم لأن كل شيء سيحسم في 48 ساعة" في إشارة إلى المترددين. وأعطت آخر استطلاعات الرأي تقدماً بين 5 و8 نقاط لرافضي الإصلاح الذي اقترحه رينزي، مع عدد كبير من المترددين. وكان رينزي (41 عاماً) الذي وصل إلى السلطة في فبراير 2014 وسط رغبة في تغيير كل شيء في إيطاليا، أعلن قبل عام "إذا خسرت الاستفتاء الدستوري فسأنسحب من السياسة". لكنه تراجع منذ ذلك الحين، مقراً بأنه كان من الخطأ إعطاء بعد شخصي للاستفتاء. ودعا رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكوني (يمين وسط) الجمعة مناصريه إلى التصويت بـ"لا" "حتى لا يصبح رينزي رئيسكم أو رئيس إيطاليا"، مشيراً أن رينزي "سيترك السياسة" في حال فشل الاستفتاء. وقال فرانكو (62 عاماً) "سأصوت بنعم فقط لأنني خائف من أن يؤدي فوز جماعة "لا" إلى فراغ سياسي ومؤسساتي واقتصادي. لا تقدم الأحزاب الأخرى أي بديل، ولو أن رينزي ارتكب أخطاء كثيرة وكان بامكانه القيام بأمور أفضل". من جهتها، نظمت حركة خمسة نجوم تجمعاً أخيراً في تورينو مساء الجمعة تحت شعار "أنا أقول لا"، ودعا رئيسها الممثل الفكاهي بيبي غريلو الايطاليين إلى "الاستيقاظ" والتصويت بـ"لا" من أجل الدفاع عن حرياتهم. صباح السبت أشارت البائعة ايمانويلا كاروسي في إحدى أسواق حي برجوازي في روما إلى تردد الإيطاليين في المساس بدستور 1948 الذي "صاغه أشخاص منتخبون ومتنورون، لا كسياسيينا اليوم الذين ليسوا أهلاً" لمهمة كهذه. وقالت كارلا ديافيريا التي كانت تتسوق "هذا الإصلاح كلام فارغ" مضيفة "أوافق على بعض النقاط لكن كان الأجدى أن يتعاملوا معه خطوة خطوة". وثمة مطالبات بانتخابات مبكرة في حال فوز رافضي الاصلاح الدستوري، وهو أمر يصعب تحقيقه لأن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا هو الوحيد الذي يمكنه أن يقرر حل البرلمان، ولن يقوم بذلك إلا بعد إصلاح قانون انتخاب النواب. بالتالي، فإن فوز معارضي الإصلاح لن يقود بشكل تلقائي إلى انتخابات مبكرة، ولا حتى إلى انسحاب فعلي لرينزي من الساحة السياسية، إذ يمكن أن يعينه الرئيس الإيطالي مجدداً في منصبه ويحصل على ثقة الغالبية الحالية. واندلع جدل في الأيام الأخيرة حول تصويت الإيطاليين في الخارج الذي انتهى مساء الخميس. ويمثل هؤلاء 7,7% من الناخبين وهم بأغلبهم من معسكر "نعم" وصوتوا بكثافة بحسب وسائل الإعلام الإيطالية. لكنهم يصوتون بالمراسلة من دون استخدام معزل وفق ما أظهر رجل الأعمال فلافيو برياتوري عندما نشر صورة له على شبكات التواصل الاجتماعي وهو يختار "نعم" على بطاقته الانتخابية. ويرى أنصار معسكر "لا" في ذلك دافعاً للطعن بالنتائج إذا تبين أن تلك الأصوات حاسمة.
مشاركة :