فلورنسا (إيطاليا) (أ ف ب) - وصف رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الاحد الاستفتاء على الاصلاح الدستوري الذي سيجري الشهر المقبل بانه معركة "بين الحنين الى الماضي والمستقبل". وصرح رينزي امام تجمع لانصار التعديل في مدينة فلورنسا ان "قادة حملة معارضة التعديل يريدون فقط حماية المزايا التي يتمتعون بها، وهم يعلمون بان الرابع من كانون الاول/ديسمبر هو الفرصة الاخيرة للعودة الى المسار الصحيح". ويهدف التعديل الدستوري وهو الاهم في ايطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحصل على موافقة البرلمان، الى زيادة الاستقرار السياسي في البلاد التي شكلت فيها 63 حكومة منذ 1945. وينص التعديل على انهاء العمل بنظام الغرفتين المتساويتين القائم حاليا عبر تقليص سلطات مجلس الشيوخ. ويلحظ الاصلاح الا يضم مجلس الشيوخ اكثر من مئة عضو مقابل 315 حاليا، وان لا يصوت على منح الثقة للحكومة ولا يهتم الا بعدد محدود من القوانين. كما يمنح التعديل الحكومة الحق في طلب اجراء سريع في مجلس النواب بشان بعض القوانين التي تعتبرها عاجلة، ما سيجبر النواب على اصدار موقف من مشروع القانون ضمن مهلة 70 يوما او 95 يوما بالنسبة للوثائق البالغة التعقيد. ويحظى المعسكر الرافض للتعديلات بتاييد في صفوف الاطياف السياسية في ايطاليا ويتقدم حاليا في استطلاعات الراي. والسبت، اشتبك عشرات من معارضي الاصلاحات مع الشرطة امام محطة قطار غير مستخدمة في فلورنسا حيث كان انصار التعديل يتجمعون. ووصف رينزي الاستفتاء بانه "سباق بين الحنين الى الماضي والمستقبل، بين من لا يرغبون في تغيير اي شيء ومن يتطلعون الى الامام". وعاد رئيس الوزراء عن وعده السابق بالاستقالة في حال رفض الناخبون الاصلاحات الدستورية المقترحة. الا ان هزيمته في الاستفتاء ستضعف موقفه بشكل كبير حتى داخل حزبه الديموقراطي حيث يواجه معارضة قوية من الاقلية اليسارية. ومن بين خصومه داخل حزبه رئيس الوزراء السابق وقائد حملة معارضة التعديل الدستوري ماسيمو داليما. وتساءل رينزي "يقول داليما انه يمكن ان يقدم اصلاحات افضل. لماذا لم يفعل ذلك اثناء سنواته في السلطة؟".
مشاركة :